03 - 05 - 2025

رحيل المطران الجليل بعد مسيرة حافلة بالعطاء والخدمة

رحيل المطران الجليل بعد مسيرة حافلة بالعطاء والخدمة

رحل عن عالمنا اليوم أحد أعمدة الكنيسة ورجالاتها العظام، تاركًا وراءه إرثًا روحيًا خالدًا وسيرةً مضيئة ستظل محفورة في قلوب من عرفوه وتتلمذوا على يديه. كان مثالًا للخادم الأمين، الذي كرس حياته لخدمة الله وشعبه بكل أمانة وإخلاص.

النشأة والمسيرة الروحية

وُلد المطران الراحل في عام 1935، ونشأ في بيت مملوء بالإيمان والمحبة، مما كان له أبلغ الأثر في تشكيل شخصيته الروحية. التحق بالحياة الرهبانية في عام 1960، حيث تفرغ للصلاة والتأمل ودراسة الكتب المقدسة، وأظهر منذ البداية نضجًا روحيًا وحكمة جعلته مميزًا بين أقرانه.

بعد سنوات من الرهبنة، سيم كاهنًا في عام 1965، ثم أسقفًا في عام 1975، حيث بدأ رحلة طويلة من الخدمة والرعاية الروحية، تميز خلالها بالحكمة والبصيرة في إدارة شؤون إيبارشيته، وكانت له بصمات واضحة في تطوير الخدمات الكنسية والرعوية.

الخدمة والرعاية

عرف عنه حبه العميق لشعبه، فكان أبًا حنونًا لكل من قصده، يحمل هموم الجميع على كتفيه، ويقدم النصيحة والإرشاد بروح الأبوة الحقيقية. لم يكن مجرد راعٍ، بل كان معلمًا ومرشدًا روحانيًا ساهم في بناء أجيال من الخدام والرعاة الذين واصلوا مسيرة الخدمة على نهجه.

خلال خدمته، قاد الكنيسة في أوقات صعبة، لكنه استطاع بحكمته أن يعبر بها إلى بر الأمان، وكان دائمًا نموذجًا للهدوء والتواضع، مما أكسبه احترام وتقدير الجميع داخل الكنيسة وخارجها.

محبة وتواضع بلا حدود

كان التواضع سمة أساسية في شخصيته، فلم يكن يسعى للمناصب أو المجد الشخصي، بل كان هدفه الأول هو خدمة الكنيسة ورعاية أبنائها. بابه كان مفتوحًا للجميع، وكان يستمع بكل حب وصبر لكل من يلجأ إليه، دون تمييز أو تفريق.

الإرث الروحي والخالد

برحيله في عام 2025، فقدت الكنيسة أحد رجالاتها العظام، لكن تعاليمه وسيرته ستظل نبراسًا ينير طريق الخدام والأجيال القادمة. سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الكنيسة، وسيظل قدوة لكل من يسعى لخدمة الله بإخلاص وتفانٍ.