01 - 05 - 2025

تآملات | معجزات ودلالات الأرقام فى القرأن الكريم

تآملات | معجزات ودلالات الأرقام فى القرأن الكريم

(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)

تتزاحم فى ذهنى عبارات وكلمات ومعانى كتيرة أبحث فى بعضها، وأنتقى منها حتى يتسنى لي وصف جمال عظمة القرأن الكريم، فأسلوب بلاغته تتحير فيه العقول، فعندما تتأمل في سورة (القدر) بتدبر ترى قدرة ومعجزة الله عز وجل، إن المتدبر فى الأيات الكريمة يجد أن السورة معجزة فى نفسها وهذا يقودنا إلى التفكير العميق فى قدرة المولى عز وجل.

فضائل عظيمة فى ليلة القدر فهى تتميز ببركتها وما فيها من الخير حيث تقدر فيها الأرزاق والأجال ومن أراد ليلة القدر فى طاعة فتعادل عبادته (83) عاما تقريبا، حيث بارك الله فى هذه الليلة بنزول الملائكة فتعم فيها الرحمة والبركة ويشعر المؤمن بالطمأنينة.

هذا وتأملوا عباد الله الإعجاز العددى فى سورة (القدر) فعندما نجمع عدد كلمات السورة نجد أن عددها (٣٠) كلمة وهو نفس أجزاء القرأن الكريم كما توجد سورة القدر فى الجزء الثلاثون فى المصحف وهذا دليل على الإعجاز الإلهى أيضا، كما أن عدد حروفها (١١٤) حرفا وهذا يماثل نفس عدد سور القرأن الذى فرق فيها بين الحق والباطل، وتكررت كلمة القدر فى ثلاثة مواضع فى أرقام السورة ذاتها وهما (٥+١٠+١٢) فهنا يصبح إجمالى هذه الأعداد (٢٧) وهذا إن دل فإنما يدل على أن ليلة القدر فى ليلة السابع والعشرين والله أعلم.

وعن الدلالات البلاغية واللغوية في كلمة (هى) إنها أسلوب خبرى يوصح وقتها بالإضافة إلى أن (هى) إشارة إلى توكيد الماضى وتوضيحه، وعندما ننظر فى موضع ذكر كلمة (هى) فى ترتيب الكلمات من أول السورة نجدها في العدد (٢٧) إشارة إلى أن ليلة القدر هي ليلة (٢٧) والله أعلم.

وأيضا تعددت أوجه الإعجاز القرأنى فهى ليست محصورة من حيث النظم والأسلوب والبلاغة والفصاحة إنما أوجه الإعجاز متعددة، ذكر منها العلماء الربانيين عشرة أوجه، كما تحدى المولى سبحانه وتعالى العرب والعجم والجن أيضا أن يأتوا بمثله أو بعشر سور فقط بل زاد التحدى عندما اشتد عندهم وكفرهم، وهذا التحدى قائم إلى قيام الساعة، قال تعالى :( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين).

وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها القرأن هو المعجزة الباقية بين أيدينا حتى تكون حجة واضحة للناس كافة ..... هذا وإن كان من توفيق فمن الله وإن كان من خطأ أو نسيان فمنى ومن الشيطان، وإلى اللقاء إن كان فى العمر بقية.
-----------------------------
بقلم: أحمد الواحي

مقالات اخرى للكاتب