قال قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان مساء اليوم الأربعاء في لقطات بثت له من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم الذي وصل اليه بعد استعادة جنوده لمطار العاصمة، إن العاصمة باتت حرة، بعد أن تداولت أنباء عن سيطرة الجيش عليها إثر معارك مع قوات الدعم السريع.
وقال البرهان في تصريح مباشر بثه تلفزيون السودان “الخرطوم حرة وانتهى الأمر”، وذلك بعدما تمكنت القوات المسلحة السودانية من طرد قوات الدعم السريع من العاصمة.
وفي وقت سابق، كان المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله قال إن قوات الجيش “استعادت المطار وتم تأمينه بالكامل” بعد عامين من تمركز قوات الدعم السريع داخله.
وتأتي هذه التطورات في إطار عملية واسعة للجيش تستهدف إحكام السيطرة على العاصمة.
وأفاد مصدر عسكري بأن الجيش يحاصر منطقة جبل أولياء جنوب العاصمة من الشمال والجنوب والشرق، وهي آخر معقل رئيسي للدعم السريع في منطقة الخرطوم.
وكان الجيش أعلن سيطرته على القصر الجمهوري ومنشآت حيوية أخرى منها المصرف المركزي ومقر المخابرات الوطنية.
كما طوّق الجيش، وفق المصدر العسكري، جسر المنشية من الجانبين، وهو أحد الجسور التي تعبر النيل الأزرق شرق الخرطوم، تاركا جسر جبل أولياء جنوب غرب العاصمة كمنفذ أخير لخروج الدعم السريع من المنطقة التي تسيطر عليها. وقال المصدر إن “بقايا ميليشيا الدعم السريع تفرّ الآن عبر جسر جبل أولياء”.
ويأتي هذا غداة اتهام مجموعات مراقبة وقوات الدعم السريع للجيش بقصف جوي يعتبر من أكثر الهجمات دموية في الحرب، وقد أودى ب 270 شخصا على الأقل، وفق شهود، في سوق بإقليم دارفور.
وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن “صدمته العميقة” حيال تقارير عن سقوط مئات المدنيين جراء تلك الضربات الجوية. وذكّر تورك بأن “الهجمات العشوائية على مدنيين وأعيان غير مقبولة وقد ترقى إلى جرائم حرب”.
ولا تزال قوات الدعم السريع تتمركز في جبل أولياء وضواحي جنوب وغرب أم درمان في الخرطوم الكبرى. وأصبح جسر جبل أولياء الذي يعبر النيل الأبيض، المنفذ الوحيد لقوات الدعم السريع إلى خارج الخرطوم باتجاه معقلها في إقليم دارفور في غرب السودان.
ومنذ اندلاع الحرب، قتل عشرات الآلاف من السودانيين ونزح أكثر من 12 مليونا، ما تسبّب في أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم. كما تسبّبت الحرب في انقسام البلاد بين مناطق يسيطر عليها الجيش في الشمال والشرق، بينما تسيطر الدعم السريع على معظم إقليم دارفور في غرب السودان ومناطق في الجنوب.
ومنذ بداية الحرب يُتهم طرفا النزاع بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين واستهداف أحياء سكنية بشكل عشوائي. وتواجه قوات الدعم السريع تحديدا اتهامات بالنهب والعنف الجنسي الممنهج والاستيلاء على منازل المواطنين وممتلكاتهم.