01 - 05 - 2025

نفحات العشر الأواخر | شيخ الأزهر يوضح الخطوط الحمراء لقبول الدعاء.. وانتظار الفرج أفضل عبادة

نفحات العشر الأواخر | شيخ الأزهر يوضح الخطوط الحمراء لقبول الدعاء.. وانتظار الفرج أفضل عبادة

كشف شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب عن شروط قبول الدعاء والخطوط الحمراء التي تحرم العبد من الاستجابة لدعائه، وذلك خلال تفسيره لاسم الله تعالى "المجيب"، ضمن برنامجه "الإمام الطيب" الذي يبحر خلاله في معاني أسماء الله الحسنى.

"المجيب" يعني إجابة الداعي وإعطاء السائل ما يطلبه، ويغيث الملهوفين، ويجيب المضطرين، وهو ما ذكر بالقرآن الكريم، بقوله تعالى بسورة البقرة ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ وفي سورة غافر ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ وفي سورة النمل ﴿أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾.. كما أوضح شيخ الأزهر أن وصف الله تعالى بـ "المجيب" ورد في قصة نبي الله صالح في سورة هود ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ﴾.. كما ورد في سورة الصافات ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾.

** قرب الله لا يخضع للقياسات المادية

وأوضح الإمام الطيب في تفسيره للآيات القرآنية ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ وإِنَّ ﴿رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ﴾ إلى أن قرب الله من الداعي، لا يخضع للقياسات المادية، لأن الله سبحانه وتعالى لا يخضع للماديات، لأنه سبحانه وتعالى قريب من عباده يسمعهم ويبصرهم ويعلم بما في خواطرهم لقربه منهم، والقرب هنا ليس بالمكان والوحدات القياسية، لأن الله سبحانه وتعالى لا يخضع للماديات.. كما أن الله سبحانه وتعالى منزه عن الحوادث لأنه قديم آزلي لا يتصف به ولا تقوم به الحوادث، وبالتالي قربه ليس بالقرب المكاني. فهو ليس كمثله شيء.

** الطعام الحرام يفسد الدعاء

ولفت شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى أن استجابة الدعاء لها شروط أهمها أن الداعي لا يأكل من حرام، أي أن يكون مطعمه حلالا، ولا يكون لاهياً أي يكون حضوره بالقلب والخشوع، ولا يطلب شيئاً مستحيل تحقيقه بالعقل، ولا يطلب شيء يفضي إلى فساد كقطع صلة رحم، أو طلب المال والجاه للتفاخر.

وأوضح شيخ الأزهر أن الدعاء له آداب هي: خفض الصوت ، فالدعاء يجب أن يكون خضوعا وخشوعاً، و"ادعوا ربكم تضرعاً وخفية"، ورفع اليدين، واليقين باستجابة الدعاء، وبدء الدعاء بالثناء على الله والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي نهاية الدعاء يمسح العبد وجهه بكفيه.

وفي ذلك السياق دعا الإمام الطيب، المصلين إلى خفض أصواتهم عند الدعاء، لأن الله تعالى كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهو عائد للمدينة في ركبٍ وقاموا بالتكبير والدعاء رافعين أصواتهم "أيها الناس إن الذي تدعونه ليس أصم ولا غائب، إن الذي تدعونه بينكم وبين رقاب ركابكم".

** الدعاء وانتظار الفرج.. أفضل عبادة

وكشف شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب عن ارتباط الدعاء بالبلاء، بقوله "إن الله قدر البلاء وقدر له الدعاء لرده"، موضحاً أن الدعاء يرد البلاء، فالبلاء ينزل، والدعاء يوقفه، لافتًا إلى أن العلماء قالوا إن رد البلاء بالدعاء من جملة القضاء، لأن الله قدر البلاء، وقدر الدعاء لرده، لعلمه سبحانه وتعالى بأن ذلك الإنسان سيمتنع بكذا، لكنه يعلم أنه سيقدره على الدعاء الذي يرفع البلاء.

وشبه شيخ الأزهر، الدعاء بالترس الذي كان يستخدمه المحاربون قديماً ليقي نفسه من السهام القاتلة.. ووفقا لوصف الدكتور أحمد الطيب فالسهم هو البلاء، والترس هو الدعاء الذي يحميه.. مؤكداً أن الاعتراض على أن الدعاء يرد البلاء كمثل من يعترض أن هذا الترس يرد السلاح.

وقال الإمام الطيب "إن الله يستجيب لدعاء العبد ما لم يعجل، فقد يقول العبد دعوت كثيرا فلم يستجب الله فينصرف، فيحرم العبد من إجابة السؤال".. مشيراً إلى أن من محاذير الاستجابة للدعاء هي التعجل بالاستجابة، لأن التعجل والقنوط وعدم انتظار الفرج خطوط حمراء تحرم العبد من استجابة الله لدعائه.

وأوضح شيخ الأزهر المطلوب من الإنسان للاستجابة لدعائه: أن يكون العبد دائما في كنف الأقدار، ودائما في حالة احتياج، ويشعر أنه مفتقر إلى الله، فالصلوات الخمس تربط الإنسان بـ الله، لأن الاتصال بالله وترقب رحمته والاحتماء به 5 مرات في اليوم يفوت على الشيطان فرص إضلال الإنسان.. وأن يكون في انتظار الفرج، ولا يعجل ويضيق ذرعا بدعائه لله، وكأنه يمن على الله بدعائه، لأن الله سبحانه وتعالى يريد من العبد أن يسأله دائما، أسألوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل، وأفضل عبادة انتظار الفرج.. مؤكداً أنه على الفرد أن يستحي من الله وينفذ دعوته حتى يستجيب له الله.

واختتم شيخ الأزهر تفسيره لاسم الله تعالى "المجيب" بالدعاء الذي يردده في حياته " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"
---------------------
كتب ـ محمد الضبع