الحياء لغة الحشمة ضد الوقاحة، والحياء اصطلاحا انقباض النفس من شيء وتركه حذراً عن اللوم فيه، وقيل الحياء خلق يبعث على ترك القبيح من الأقوال والأفعال والأخلاق، وقيل هو تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم ومحله الوجه.
وقال ابن حجر: الحياء خلق يبعث صاحبه على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير فى حق ذى الحق.
وقال ابن القيم: الحياء أصل كل خير وذهابه ذهاب الخير أجمعه ، خلق الحياء من أفضل الأخلاق وأعظمها قدرا وأكثرها نفعا، بل هو خاصة الإنسانية فمن لا حياء فيه فليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة، كما أنه ليس معه من الخير شيء.
وقال الإمام الواحدى رحمه الله: الاستحياء من الحياة واستحيا الرجل من قوة الحياة فيه لشدة علمه بمواقع الغيب
وقال القرطبى: من الحياء ما يحمل صاحبه على الوقار بأن يوقر غيره ويتوقر هو فى نفسه
وقال الفضيل بن عياض: خمس علامات من الشقوة وهى: القسوة فى القلب وجمود العين وقلة الحياء والرغبة فى الدنيا وطول الأمل
وقال يحيى بن معاذ: من استحيا من الله مطيعا استحيا الله منه وهو مذنب
ويقول جلال الدين الرومي: ويسألونك أين تجد الجمال قل لهم فى الوجوه التى تستحي من الله
ويقول الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه: أحسن ملابس الدنيا الحياء، الحياء تمام الكرم وأحسن الشيم، من كساه الحياء ثوبه خفى على الناس عيبه
ويقول الشاعر:
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقى اللحاء
فلا والله ما فى العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
إذا لم تخش عاقبة الليالى
ولم تستح فافعل ما تشاء
ومن أقوال خير خلق الله كلهم صلى الله عليه وسلم:
إذا لم تستح فأصنع ما شئت، ما كان الفحش فى شيئ قط إلا شانه ولا كان الحياء فى شيئ قط إلا زانه، الحياء لا يأتى إلا بخير، الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا اله الا الله وأدناها اماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان
والحياء من صفات الله عز وجل كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم: أن الله حيي كريم يستحى من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا
والحياء من خلق المصطفى عليه الصلاة والسلام، فكان أشد حياء من العذراء فى خدرها وكان إذا كره شيئاً عرف فى وجهه
وأجمل ما فى المرأة حياؤها وصدق الله العظيم (فجاءته إحداهما تمشى على استحياء) القصص٢٥
اللهم زين أخلاقنا بالحياء ونور وجوهنا بالحياء وباعد بيننا وبين القبح والفحش .
---------------------
بقلم: عبدالغني عجاج