01 - 05 - 2025

ويتكوف.. بوق الإبادة ومحرض القتلة: التاريخ لن يرحمكم!

ويتكوف.. بوق الإبادة ومحرض القتلة: التاريخ لن يرحمكم!

إبادة ممنهجة تحت غطاء "الضغط العسكري"

ما يجري في غزة اليوم ليس حربًا، وليس صراعًا بين جيوش، بل هو تطهير ممنهج وإبادة جماعية ترتكبها آلة القتل الصهيونية تحت غطاء ما تسميه "الضغط العسكري". ولكن، أي ضغط عسكري هذا الذي يستهدف البيوت والخيام والمستشفيات؟ أي ضغط عسكري يبدأ بمجزرة تقضي على أكثر من 500 مدني في يوم واحد، ليرتفع العدد في اليوم التالي إلى أكثر من ألف شهيد ومصاب؟

في غزة، لا توجد مواقع عسكرية كما يزعم العدو، بل شبكة من العملاء الذين يقدمون إحداثيات تستهدف المدنيين بشكل رئيسي، مما يؤدي إلى سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، بينهم نساء وأطفال. وفي حين أن القادة العسكريين يمارسون أساليب الكر والفر داخل الأنفاق، يبقى المدنيون هم الهدف الأول لهذه الضربات الجوية، في محاولة لإفراغ غزة من الحياة. فالصواريخ لا تبحث عن المقاتلين، بل تحوّل الأحياء السكنية إلى ركام، والمستشفيات إلى مقابر جماعية، والمساجد والمدارس إلى أهداف مباشرة، وكأن الهدف ليس إنهاء وجود المقاومة، بل إنهاء وجود غزة نفسها.

يدّعون أن القتال سيتصاعد إن لم يتم إطلاق سراح الرهائن، لكن الحقيقة أن القصف لم يتوقف يومًا، والاستهداف لم يكن مشروطًا بشيء. فمنذ اللحظة الأولى، كانت الطائرات تدك كل ما يمكن أن يكون ملجأً للمدنيين، في مشهد يثبت أن الهدف لم يكن عسكريًا بقدر ما هو انتقامي وإبادي.

هذا الجنون لا يُفسَّر إلا بأنه مشروع إبادة، مدفوعًا بتحريض مباشر من ويتكوف وترامب، وليس نتنياهو وحده. الصهاينة ليسوا وحدهم في هذه الجريمة، بل يشاركهم فيها اليمين المسيحي المتطرف، الذي يرى في تدمير غزة جزءًا من معركة مقدسة. الأمر لم يعد يتعلق بـ"إضعاف حماس"، بل بجعل غزة مدينة غير قابلة للحياة، عبر تدمير كل مقوماتها، وفرض كارثة إنسانية لا مثيل لها.

من يتأمل المشهد الآن يرى غزة تتخطى كل حدود المآسي التي عرفها التاريخ. حتى المغول والتتار والنازيون لم يمارسوا هذا النوع من التدمير الكامل. لم تُمحَ مدينة عن وجه الأرض بهذا الشكل من قبل، ولم يُستهدف المدنيون بهذه الوحشية الممنهجة. هذه ليست حربًا، بل هي نسخة حديثة من الإبادة الجماعية، تُنفذها الصهيونية العالمية وشركاؤها المتطرفون، فيما يقف العالم متفرجًا، بل ومساندًا للقاتل.

ونقسم بالله العظيم، نحن في الوطن العربي والإسلامي، أن هذا الدم لن يضيع هدرًا، وأننا سننتقم مهما طال الزمن. متى توفرت لدينا القوة التي تجعلنا قادرين على الأخذ بالثأر، فلن نتردد لحظة، وسنرد بكل قوة وبأس. وبإذن الله، كما زالت كل الإمبراطوريات التي سبقت، ستزول أمريكا والصهيونية، ولن يبقى إلا الحق وأهله، ولن يضيع دم الشهداء أبدًا
------------------------------
بقلم: عز الدين الهواري

مقالات اخرى للكاتب

محكمة الذكاء الاصطناعي التجارية: ثورة فى عالم العدالة الرقمية