09 - 05 - 2025

دير الرزيقات.. وجهة روحية تجمع المسلمين والمسيحيين في قلب صعيد مصر

دير الرزيقات.. وجهة روحية تجمع المسلمين والمسيحيين في قلب صعيد مصر

يعد دير الشهيد ماري جرجس من أشهر أديرة صحراء صعيد مصر، حيث يقع الدير بقرية الرزيقات بمركز أرمنت جنوب الأقصر، على مساحة 130 فدانا، ويقام له مولد كل عام من 10 إلى 16 نوفمبر يحضره أكثر من مليون زائر، ولا تقتصر زيارة الدير على المسحيين فقط، إذ يزوره المسلمون أيضًا.

صاحب الدير

ويقول القس ميخايئل الراهب بالدير أن المقام الأصلي للشهيد ماري جرجس في القدس، يعود تاريخه إلى العصر العثماني، ويقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، بني في القرن السابع عشر، كما أن هناك أديرة كثيرة في بلدان عربية مختلفة مثل الدير الخاص به في حمص بسوريا، وفي مصر هناك أكثر من دير له بالاسم نفسه.

وولد ماري جرجس في 280م في مدينة 'اللد" بولاية فلسطين السورية لأبوين مسيحيين من النبلاء، وبعد وفاة والده اعتنت به والدته وربته في جو عائلي مسيحي، وعند بلوغه السابعة عشرة دخل في سلك الجنديّة وكان الرومان يضطهدون المسيحيين في تلك الفترة، لكن مارجرجس لم يخف عقيدته المسيحية رغم انضمامه للجيش الروماني، مما أغضب الإمبراطور داديانوس فأخضعه لجميع أنواع التعذيب الأسطورية مثل وضع حذاء المسامير في رجليه وتعذيبه بالشفرات الحادة لتقطع جسمه وسمروه على لوح خشب ودحرجوا على بطنه قاعدة عامود وضربوه مائة سوط على بطنه ومسحوا جراحاته بجير حي وصبوا على جسده كبريت مذاب لمدة 7 سنوات؛ لرده عن دينه دون جدوى، حتى قتله أخيرًا، ويقال أنه مات 3 مرات وأحياه المسيح بإذن ربه وأخذه في الرابعة إلى السماء.

نشأة الدير 

يعتبر الدير الحالي لماري جرجس في أرمنت حديث نسبيًا حيث أقيم على أنقاض دير يعود إلى القرن الرابع الميلادي، وتعد الكنيسة الموجودة داخل الدير هي أقدم أجزاءه، ويرجع تاريخ إنشاءها إلى القرن 18، وقد أقيمت مكان كنيسة أخرى تهدمت نتيجة انتشار النمل الأبيض الصغير ينتشر في المناطق الجبلية يسمى (القُرضة) ويقوم بأكل الأخشاب، والقش الموجود في الطوب اللبن، مما يساهم في سرعة تهدم المباني وسقوطها. والكنيسة مازلت محافظة على شكلها القديم المبني بالطوب اللبن ومكونة من ستة هياكل وثلاث خوارس صحن الكنيسة كبير يتكون من ستة بواكى، وثلاث خوارس، والجميع مغطى بالقباب من الطوب اللبن وللكنيسة 24 قبة.

أنشطة الدير 

يوجد داخل الدير مكتبة دير تعتبر منارة علمية وثقافية للمنطقة فهي توفر الكتب الروحية، والأسطوانات والهدايا التذكارية لزوار الدير، بالإضافة إلى المجمع أو الكافتيريا التي تقوم  بتوفير الوجبات الغذائية لجميع زوار الدير على مدار العام، كما أنه يقوم بتوفير الغذاء لأكثر من سبعة آلاف خادم يوميا أثناء المولد. كما يقوم الدير بالعديد من الرحلات الدينية الترفيهية لأبنائه طوال العام، كما يوجد داخل الدير مزرعة بمساحة 111 فدانًا، كما بنى فيها بيتاً مكوناً من ثلاثة أدوار لاستخدامه في المشروعات الزراعية والإنتاجية التي يقوم بها الدير