ماذا حدث لنا ؟
ما أشهده وأسمعه من مظاهر عنصرية تجاه بعض الأشقاء السودانيين عار كبير.
ففضلا عن ما توصي به الأديان كلها ، فنحن في شهر رمضان ، شهر الخير والبركات ، والتكافل والتراحم ،والمشاعر الراقية .
ولمن لا يعرف أذكره أن السودان كان مع الإستقلال نشيد أجيال من أجدادنا ، بل إن الجلاء عن مصر كان ممكنا أن يتم في تاريخ سابق ، لو تنازل المفاوض المصري في تسليم السودان ، التي كانت وتظل جزء لا يتجزأ من تاريخنا المشترك .
عندما صدر الإعلان المنفرد من الحكومة البريطانية في 28 فبراير 1922 ، معلنا استقلال مصر ورفع الحماية عنها ، صرح رئيس الوزراء البريطاني أمام مجلس العموم ، أن مصر كانت ستحصل علي هذا الإستقلال مبكرا ، خلال المفاوضات التي كان آخرها عدلي يكن / كيرزن ، لكنها تحطمت علي صخرة السودان .
لقد حارب الجندي المصري كتفا بكتف مع أخيه السوداني عبر حروب عديدة ، آخرها أكتوبر 1973 .
بل إن السودان بعد النكسة ، استضافت الكلية الحربية المصرية ، وقد كنت واحدا ممن عاشوا بين جدرانها في جبل الأولياء ، تحت رعاية وحب وحماية الأشقاء في السودان.
أن ما يجمعنا ليس مجرد الجغرافيا ، وإنما التاريخ والثقافة والمصاهرة ، والمصير المشترك .
كيف ننسي كل ذلك ، ويتصرف بعضنا بحماقة وعنصرية لا يمكن أن تعبر أبدا عن مصر التي يعرفها كل العرب ، ويعشقها أهل السودان .
استقيموا ، يرحمنا ويرحمكم الله ، ولا تنساقوا خلف بعض إعلام رخيص يغذي الشعوبية والعنصرية ، ويحض علي من تعتبر أرض مصر أرضا لهم ، مثلما اعتبرنا طول التاريخ أرض السودان أرضا لنا .
ما لكم كيف تحكمون ؟
-----------------------------------
بقلم: معصوم مرزوق
* مساعد وزير الخارجية الأسبق