01 - 05 - 2025

نحن والغرب في زمن الحرب

نحن والغرب في زمن الحرب

فرق ومذاهب وعلي طاولة توزيع الأدوار يدور الحوار حول تقسيم المهام.. من يصرخ بالسلام أضغاث أحلام ومن يدين ويستنكر ومن يصمت ويمتنع ومن يتآمر من خلال عملائه ومن يقتل سفكا للدماء علنا ومن يدعمه بوقاحة علي العلن بمنطق القوة المجنونة أو ما يطلق عليها القوة الحارقة الخارقة، هذا الوجه الأول للجلاد والذي يحكم العالم الخفي ويأتي الوجه الٱخر للضحية.. مشتت يُضرب بكل أنواع الأسلحة، تدمر مقدرات وجوده ومقومات حياته بإصدار قرارات إعدامه أو ترحيله والاستيلاء على أرضه لتحقيق رفاهية سدنة الغرب وأعوانه، ويظهر من هم من جنسه من لايتكلم وإن تكلم يهادن وإن تجرأ يستنكر ولا يعين وكأنه لاتربطة صلة أرض أو وطن، ويطلب من المؤسسات الدولية أن تضغط لوقف المذابح ووقف إطلاق النار أو استغراق الوقت في عمل مشاريع صوتية تستغرق وقتا يتيح للعدو فعل مايريد، ومنا من يخون بظاهر الغيب ويدفن رأسه في الرمال بدعوي ظروف إقتصادية أو سياسية، والعجيب أننا نعجز أن ندخل قارورة ماء أو غذاء أو دواء أو وقود إلا بإذن المسيخ الدجال... ووجه أخر يقوم به محور الباطن والباطل، عبثية الذئاب والثعالب والدور الخفي والجلي بين أمريكا وإيران وروسيا والصين. 

هذه ملامح صورة الساحة الدولية إزدواجية المعايير بكافة المؤسسات الدولية، مجلس الكبت الدولي والأمم المتفتته ومنظمات حقوق الإنسان الغربي ومادونه.  

ثم بدأ السيناريو أولا إسكات سوريا واشغالها بمشاكلها وتدخل تركيا وإيران وروسيا في مصالحها ثم اسكات جنوب لبنان عن طريق فرنسا وايطاليا ورضا أمريكا ثم محاولة إسكات اليمن بالضغط على إيران أو شغل المنطقة بفرض الهيمنة على البحر الأحمر بدعوي تأمين الملاحة البحرية، وهنا يظهر مايحاك لمصر وشعبها.

 وتبقي المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها تواجه جحيم القصف، وجحيم الجحود من القريب والبعيد والغريب ومدعي السند والمدد والمعين، لا حول لها ولا قوه إلا بالله في أن تواجه منفردة وهي مكبلة دون أي تدخل غير بيانات مطالبة الوسطاء بالضغط، وكأن الوسطاء لم يوقعوا على اتفاقيات قادرين على حمايتها، وأثبت الواقع البغيض وماحدث في الأيام والساعات الماضية أن لاعهد ولا اتفاق يحترم ويضرب بكل شيء إلا سفك الدماء عرض الحائط. 

وعاد العدوان كما كان وسفكت دماء الشهداء  وعاد التهجير في ربوع غزة ويدمر كل مصادر الحياة التي انجزت خلال الهدنة الماضية وستدمر آلة الحرب مابقي من مباني، أما الخيام فتحرق في لحظة. 

فلماذا دائما نهرب للخلف وليس لها من دون الله كاشفة والنتائج معلومة للقاصي والداني، ونسأل لأننا نملك الكثير والكثير من أوراق الضغط وهي ورقة النظر في مصالح الغرب نملك ولكن هل نريد... لله وحده الأمر حتي لا نسقط في دائرة تصورات أو نستفيق من نوم عميق نجد أن الكيان الغاصب يدق على الأبواب.
------------------------
بقلم: د. السيد عبد الوهاب
أستاذ الفلسفة الإسلامية بدار علوم المنيا

مقالات سابقة في ملف "نحن والغرب"


مقالات اخرى للكاتب

نحن والغرب في زمن الحرب