01 - 05 - 2025

قطائف عجاجية (١١) | العفو

قطائف عجاجية (١١) | العفو

العفو هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب، وقيل هو التجافى عن الذنب، وقيل العفو هو ترك المؤاخذة عن الذنب.

وعن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما: أفضل أخلاق المؤمن العفو

وقال الفضيل بن عياض: إذا أتاكم رجل يشكو إليك رجلا فقل: يا اخى اعف عنه فإن العفو أقرب للتقوى

وقال إبراهيم النخعى: كان المؤمنون يكرهون أن يستذلوا وكانوا إذا قدروا عفوا

وقال ابن القيم: يا أبن آدم، إن بينك وبين الله خطايا وذنوبا لا يعلمها إلا هو وإنك تحب أن يغفرها لك الله، فإذا احببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده، وإن أحببت أن يعفوها عنك فأعف أنت عن عباده، فإنما الجزاء من جنس العمل تعفو هنا يعفو هناك، تنتقم هنا ينتقم هناك

وقال أيضا: ما أحسن العفو عفو بعد مقدرة

وقال المنصور: أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة

ويقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: إذا قدرت على عدوك، فأجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه

ومن شعر الإمام الشافعى:

لما عفوت ولم أحقد على أحد 

أرحت نفسى من هم العداوات

إنى أحيى عدوى عند رؤيته

لأدفع الشر عنى بالتحيات 

ويقول أبو نواس:

يارب إن عظمت ذنوبي كثرة 

فقد علمت بأن عفوك أعظم 

وكان سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم يسأل الله العفو فيدعو: اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنى ، و اللهم انى اسألك العفو والعافية فى دينى ودنياى وأهلى ومالي، و اللهم انى اسألك العفو والعافية فى الدنيا والآخرة 

ويقول الحبيب المصطفى: من سره أن يشرف له البنيان وترفع له الدرجات، فليعف عمن ظلمه ويعط من حرمه ويصل من قطعه.

 وبشر الرسول صلى الله عليه وسلم أهل العفو بالجنة : إذا كان يوم القيامة نادى مناد يقول: أين العافون عن الناس؟ هلموا إلى ربكم وخذوا أجوركم، وحق على كل امرئ مسلم إذا عفا أن يدخل الجنة

والله سبحانه وتعالى وعد العافين عن الناس بالجنة (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران ١٣٣ـ١٣٤

وسبحانه وتعالى أمر نبيه وحبيبه بالعفو (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) الاعراف١٩٩

والعفو من صفات الله سبحانه وتعالى (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم، إن الله كان عفوا غفورا) النساء٤٣ (فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا) النساء٩٩ (إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفو عن سوء فإن الله كان عفواً قديرا) النساء ١٤٩

اللهم اجعلنا ممن يأخذون العفو ويعرضون عن الجاهلين، ووفقنا لنكون من العافين عند المقدرة، ومن الشاكرين الحامدين لأنعم الله.
------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

حلقات سابقة من "قطائف عجاجية"


مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | الرقص فى المترو