10 - 05 - 2025

سفير الصين بالقاهرة: التنمية في الصين فرصة للعالم وتعزيز للشراكة مع مصر

سفير الصين بالقاهرة: التنمية في الصين فرصة للعالم وتعزيز للشراكة مع مصر

أكد سفير الصين في القاهرة، لياو ليتشيانج، أن التنمية التي تشهدها الصين تمثل فرصة مهمة للعالم، مشيرًا إلى أن الإصلاحات والانفتاح الاقتصادي في بلاده تخلق بيئة مواتية للتعاون الدولي وتعزز الشراكات الاقتصادية مع مختلف الدول. 

جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر الذي انعقد بمناسبة الدورتين السنويتين، اليوم الخميس، بحضور الدكتور عصام شرف، والدكتور باسل عادل، والدكتور ماجد، بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين والصحفيين.

وأوضح ليتشيانج أنه عاد مؤخرًا من بكين بعد مشاركته في “دورة مجلس نواب الشعب الصيني” و”دورة المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني”، وهما من أبرز الفعاليات السياسية في الصين سنويًا.

 ولفت إلى أن هاتين الدورتين تمثلان نافذة مهمة لفهم توجهات الصين المستقبلية، حيث شهدتا مشاركة أكثر من 3 آلاف صحفي من مختلف أنحاء العالم، من بينهم ممثلون عن وسائل الإعلام المصرية.

وأشار السفير الصيني إلى أن الدورتين ركزتا على تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح، مشددًا على أن الصين عازمة على تحقيق التنمية عالية الجودة وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية. 

وأوضح أن النواب الذين شاركوا في الدورتين جاؤوا من مختلف القوميات والقطاعات، وأن نسبة العمال والفلاحين والفنيين بينهم بلغت 40%، ما يعكس تمثيلًا واسعًا لمختلف شرائح المجتمع.

تحدث السفير عن نموذج الديمقراطية الشعبية “كاملة العملية” في الصين، موضحًا أن الحكومة الصينية تتبنى آليات تتيح للمواطنين المشاركة في صنع القرار عبر تقديم الاقتراحات والتوصيات. 

واستعرض عددًا من القصص التي تعكس استجابة الحكومة لمطالب المواطنين، من بينها اقتراح قدمه عجوز يبلغ من العمر 82 عامًا على علبة سجائر لتنظيم عمل بائعي الطعام المتجولين، وتم إدراجه رسميًا في اللوائح الحكومية.

كما أشار إلى أن اقتراحًا آخر قدمه تلميذ في مدرسة ثانوية بشنغهاي حول تعديل قانون حماية القاصرين تم استيعابه في التشريعات الرسمية، مؤكدًا أن الحكومة الصينية تتعامل بجدية مع آراء المواطنين وتعمل على ترجمتها إلى سياسات ملموسة.

وأكد ليتشيانج أن الحكومة تلقت خلال الدورتين أكثر من 8000 اقتراح من النواب، إضافة إلى 5890 اقتراحًا من أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي، وأن نسبة تنفيذ هذه الاقتراحات تجاوزت 95% خلال العام الماضي.

أوضح السفير أن الاقتصاد الصيني حافظ على وتيرة نمو قوية خلال عام 2024، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي 135 تريليون يوان، وبلغت مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي 30%. كما أشار إلى أن الصناعات المتقدمة، مثل تصنيع السيارات الكهربائية والدوائر المتكاملة، شهدت طفرة كبيرة، حيث تجاوزت صادرات الصين من الدوائر المتكاملة 1.1 تريليون يوان.

وأشار إلى أن إنتاج الحبوب في الصين سجل رقمًا قياسيًا جديدًا بلغ 700 مليون طن، ما يعكس نجاح الحكومة في ضمان الأمن الغذائي. 

كما شهدت قطاعات التكنولوجيا والابتكار نموًا كبيرًا، حيث ارتفعت نسبة الإنفاق على البحث والتطوير إلى 3.6 تريليون يوان، في حين ساهمت الصناعات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والفضاء، في تعزيز مكانة الصين الاقتصادية عالميًا.

أكد السفير أن الصين تواصل تعزيز التعاون الدولي عبر مبادرة “الحزام والطريق”، مشيرًا إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي دعمت المبادرة.

 وأشاد بنجاح المنطقة الصناعية الصينية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس “تيدا مصر”، التي جذبت أكثر من 170 شركة، وساهمت في توفير فرص عمل لآلاف المصريين.

كما أشار إلى أن مشروع القطار الكهربائي الخفيف في “مدينة العاشر من رمضان”، الذي تم تنفيذه بتعاون صيني، يستفيد منه أكثر من 5 ملايين نسمة، إلى جانب محطة “كوم أمبو” للطاقة الشمسية، التي تعد أكبر محطة من نوعها في أفريقيا، ومن المتوقع أن توفر الكهرباء لـ256 ألف منزل بعد تشغيلها.

وأوضح أن الشركات الصينية أسهمت أيضًا في تطوير قطاع السيارات في مصر عبر افتتاح أول مصنع تجميع متكامل بمحافظة الجيزة، إلى جانب المساهمة في حفر أكثر من 540 بئرًا في الصحراء، ما ساهم في استصلاح الأراضي الصحراوية وتحويلها إلى حقول زراعية.

أكد السفير ليتشيانج أن الصين تفتح أبوابها للعالم عبر تسهيل التبادلات التجارية وتعزيز بيئة الأعمال، مشيرًا إلى أن بلاده منحت إعفاءات جمركية كاملة على المنتجات القادمة من الدول الأقل نموًا، ووسعت نطاق التأشيرات للدخول إلى أراضيها، ما يعزز من فرص التعاون الاقتصادي والسياحي.

وختم السفير حديثه بالتأكيد على أن التنمية في الصين ليست فرصة للصين وحدها، وإنما فرصة للعالم أجمع، داعيًا إلى تعزيز التعاون المشترك بين الصين والدول العربية، وفي مقدمتها مصر، لتحقيق تنمية مستدامة تعود بالنفع على الجميع.