10 - 05 - 2025

المغرب يدعو إلى ذكاء اصطناعي إفريقي أخلاقي ومسؤول لدعم التنمية والسلم

المغرب يدعو إلى ذكاء اصطناعي إفريقي أخلاقي ومسؤول لدعم التنمية والسلم

دعا المغرب إلى تبني مقاربة إفريقية مشتركة لبناء ذكاء اصطناعي أخلاقي ومسؤول يعزز التنمية والسلم في القارة، مؤكداً على ضرورة تموقع إفريقيا كفاعل رئيسي في الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك في كلمة ألقاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، عبر تقنية الاتصال المرئي، خلال الاجتماع الوزاري لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، الذي ترأسه المغرب في إطار رئاسته للمجلس خلال شهر مارس الجاري.

وأكد بوريطة أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في إفريقيا يجب أن يُصاغ “من قِبل إفريقيا ولأجل إفريقيا”، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل سلاحًا ذا حدين، إذ يمكن أن يكون أداة للتنمية والتقدم، لكنه قد يتحول إلى أداة لتغذية عدم الاستقرار إذا أسيء استخدامه. 

وكشف عن أرقام مقلقة، حيث ارتفعت نسبة مقاطع الفيديو المزيفة بنسبة 900% منذ عام 2019، وزادت الهجمات الإلكترونية باستخدام الذكاء الاصطناعي بنسبة 300% بين عامي 2019 و2022، فيما استخدمت 40% من الجماعات الإرهابية طائرات بدون طيار في هجماتها.

وأوضح الوزير أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة اقتصادية كبرى، إذ من المتوقع أن يضخ 15.7 مليار دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، ويُسهم في رفع الإنتاج الزراعي بنسبة تتراوح بين 10% و15%، ويُعزز معدلات نمو بعض الدول بنسبة 40%.

وشدد بوريطة على ضرورة تجاوز التحديات الهيكلية في القارة، مشيرًا إلى أن 60% من سكان إفريقيا لا يزالون محرومين من الإنترنت، وأقل من 2% من البيانات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي تأتي من القارة، فيما لا يمثل الخبراء الأفارقة في هذا المجال سوى 1% من الكفاءات العالمية.

واقترح المغرب عدة تدابير عملية لمواجهة هذه التحديات، من بينها إنشاء صندوق إفريقي للذكاء الاصطناعي، واعتماد استراتيجية إفريقية لجمع البيانات، وإطلاق برنامج للتكوين يهدف إلى إعداد نخبة إفريقية في مجال الذكاء الاصطناعي. 

كما أشار إلى أن المغرب أطلق استراتيجية “المغرب الرقمي 2030” لتكوين 100 ألف موهبة سنويًا، إلى جانب إطلاق برنامج وطني لتعريف الأطفال بالذكاء الاصطناعي، واستضافة أول مركز إفريقي لليونيسكو مخصص للذكاء الاصطناعي في الرباط.

وأكد بوريطة أن المغرب لعب دورًا فاعلًا على الصعيد الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث شارك في اعتماد القرارات الأممية الأولى حول الذكاء الاصطناعي، وأسهم في تأسيس مجموعة الأصدقاء بشأن الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة، التي تضم أكثر من 70 دولة.

وفي ختام كلمته، دعا بوريطة إلى عمل إفريقي منسق لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي، مقترحًا إضفاء الطابع المؤسسي على شبكة إفريقية من المراكز الوطنية للذكاء الاصطناعي، وإنشاء لجنة من الخبراء الأفارقة لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية القارية. 

وشدد على أن إفريقيا مطالبة بالتحرك الفوري لمواكبة هذا التحول العالمي، مؤكدًا أن “الذكاء الاصطناعي لن ينتظر حتى نكون مستعدين. فالخيار بسيط؛ إما أن نتحد للتحكم في هذا التحول، أو سنعاني من العواقب”.