01 - 05 - 2025

نبضة | مع الحبيب والأربعين النووية (20)

نبضة | مع الحبيب والأربعين النووية (20)

نعيش يوم العشرين من رمضان وكلام الحبيب الذى تطيب به النفوس وتستقر به المجتمعات

عن أبى هريرة عبد الرحمن بن صخر رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما أهلك  الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم". رواه البخارى ومسلم.

قوله صلى الله عليه وسلم (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه) أى اجتنبوه جملة واحدة ولاتفعلوه وهذا محمول على نهى التحريم، فأما نهى الكراهية فيجوز فعله وأصل التحريم فى اللغة العربية النهى.

وقوله صلى الله عليه وسلم (وما أمرتكم فافعلومنه ما استطعتم ) فيه مسائل وفيه تسهيل ومواءمة.

وقوله  (فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم وإختلافهم على أنبيائهم ) والسؤال على أقسام القسم الأول سؤال الجاهل عن فرائض الدين كالوضوء والصلاة والصوم وعن أحكام المعاملة ونحو ذلك وهذا سؤال واجب عليه  لقوله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.

وقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون) النحل :43

وقال بن عباس رضى الله تعالى عنهما إنى أعطيت لسانا سؤولا وقلبا عقولا.

القسم الثانى من الأسئلة مايتعلق بالتفقه فى الدين مثل القضاء والفتوى وهذا فرض كفاية لقوله سبحانه وتعالى (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ) التوبة :122

القسم الثالث من السؤال أن يسأل عن شئ لم يوجبه الله تعالى عليه أو على غيره وهو المقصود فى الحديث وفى هذا المعنى يأتى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها )

وعن على رضى الله عنه إنه لما نزلت آية (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) قال رجل: أكل عام يارسول الله فأعرض عنه حتى أعادها مرتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك أن أقول نعم ولو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما استطعتم، فاتركونى ماتركتكم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم  فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه فأنزل الله تعالى (ياأيها الذين آمنوا لاتسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) المائدة:101.

سئل الإمام مالك رحمه الله عن قوله تعالى (الرحمن على العرش إستوى) فقال الإستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة.

اللهم ارزقنا حسن السؤال وعلمنا ما ينفعنا .
----------------------------
بقلم: نجوى طنطاوي

مقالات اخرى للكاتب

نبضة/ مع الحبيب والأربعين النووية (30)