لم أحظَ بشرف لقائه، أو بِشر مُحياه، الذي ينم عنه صوتٌ حالم، اعتادتْ أن تطربَ إليه أذني، ويأنس إليه فؤادي، كلما هاتفتُه لقضاء مصلحة لمريض، أو مدِّ يد العون لمحتاجٍ، لم تنجح محاولاتي المتواضعة في تلبيتها .
كنتُ أجد منه علي الدوام بِشرا واستجابة لما أطلب، ومسارعة للعطاء والخير، تذكرني بقول زياد الأعجم :
تراه إذا ما جــئته مُتهــــللا / كأنك تُعطيه الذي أنت سائـله .
كريمٌ إذا جئت للعرف طالبا / حباك بما تحنو عليه أناملُه .
ولأنَّ الناسَ شهودُ الله في أرضه، أُجزم، بل أقسم بأن المستشار الدكتور هشام عزب نائب رئيس مجلس الدولة، وابن قرية مجول بالقليوبية، هو واحدٌ ممن اختصهم الله لقضاء حوائج الناس، حبّبهم في الخير، وحبَّب الخير إليهم، فاعتاد أن يخدم بإخلاص، ويعمل بدأب، ولا ينتظر من البشر جزاء ولا شكورا، بل يرنو بناظريه إلي ما عند رب البشر القائل: ( وللآخرة خيرٌ لك من الأولي ) .
ساعدته نشأتُه في بيت كرم ببيئة ريفية في معرفة احتياجات البسطاء، والشعور بمعاناة قاطني القري والريف، فخطّ لنفسه طريقا، قامت معالُمه علي تلبية حوائج الناس آناء الليل، وأطراف النهار، فلم يتجهم يوما لسؤال سائل، أو يعبس في وجه طالب عونٍ أو قاصد مُساعدة، يستحضر قول نبينا: ( والله في عون العبد، ماكان العبدُ في عون أخيه ) .
أكثر من حالة، وقعت فريسة لمرض عضال، شمّر لها المستشار هشام عزب عن ساعدٍ الجد، ليرسم علي شفتيها البسمة، ويزيل عنها أسباب الألم، مهما كلفه ذلك من وقت وجهد !
كثيرٌ من التقارير الطبية، سُدت في وجه أصحابها أبوابُ المسئولين بسبب البيروقراطية المقيتة، فكان تدخل المستشار هشام عزب حاسما وناجزا، يؤصل لقول المصطفي: ( من يسّر علي معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ).
شرعتُ في تسطير ذلك المقال دون علمه، وكلي يقين بأنه لن يسعد لذلك؛ لبغضه الرياء والسمعة، وطمعه فيما عند ربه من ثواب وأجر، ولكنٔ ولو، فقد فعلتُ ما فعلت إيمانا بأنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس .
حفظ الله المستشار الخلوق د. هشام عزب، وأبقاه على الدوام يدا ممدودة بالعطاء .
---------------------------------
بقلم: صبري الموجي
* مدير تحرير الأهرام