19 - 04 - 2024

لماذا هزمت إسرائيل ؟

لماذا هزمت إسرائيل ؟

نسبة 52% من "الإسرائيليين" يؤكدون انتصار حماس ، مقابل 29% يرون أن إسرائيل المنتصرة.. استطلاع للرأي للقناة الثانية الإسرائيلية.

نتنياهو يواجه الآن تمردا بسبب حرب كلفت إسرائيل الكثير من الأرواح، دون تحقيق أي نصر يذكر علي حماس، التي حققت انتصارا مضاعفا بمحاربتها وصمودها لأسابيع، أمام العدو الأفضل تسليحا في الشرق الأوسط، ما يمثل انتصارا معنويا كبيرا لها، علي عكس إسرائيل.. صحيفة ديلي تليجراف البريطانية.

السؤال.. كيف ولماذا يعترف الإعلام الغربي بل والإسرائيليون أنفسهم بخسارة بلدهم، رغم كل هذا القتل والتدمير لخصمهم؟

الإجابة الجوهرية : أنه لتعرف الفائز بأي حرب، عليك أولا معرفة أهدافها.

أهم أهداف العدوان كما أشار "ديفيد هيرست" منذ البداية في “هيفنجتون بوست" الأمريكية هو تدمير الأنفاق ونزع سلاح حماس، واجتثاتها من قطاع غزة.

نتيناهو نفسه تحدث عن المبادرة المصرية الأصلية كفخ لحماس، قائلا لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "لقد وافقنا علي المقترح المصري لإعطاء فرصة لنزع سلاح قطاع غزة، من القذائف والصواريخ والأنفاق عبر السبل الدبلوماسية.. أما إذا لم تقبل حماس بها، فإن إسرائيل ستتمتع بشرعية دولية كبيرة لتوسيع العملية العسكرية".

ذلك مع تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق "شاؤول موفاز" في القناة العاشرة الإسرائيلية أن "السعودية والإمارات سيكون لهم دور في السعي لنزع سلاح حماس، وأموالهما المخصصة لإعادة بناء غزة، ستستخدم فقط بعد نزع أنياب حماس".

وهو ما صمم عليه "إفرام ليفي" في عبارة موجزة في "يديعوت أحرونوت": أنه "إما نزع سلاح حماس أو تدميرها".

بالمقابل فهزيمة إسرائيل ومنذ الأسبوع الأول، طبقا لكل المعايير السياسية الجيوستراتيجية، بدت محسومة لعديد من المحللين السياسيين الغربيين، بل واليهود.

صحيفة "ذا ديلي بيست" الأمريكية أكدت علي الإنتصار الكبير لحماس، بعد تطوير قوتها الصاورخية من مدي 25 كم، إلي فوق 90 كم، بما مكنها من استهداف كل مناطق إسرائيل، بما فيها تل أبيب بل ومفاعل ديمونة النووي.

ونشرت "فورين أفيرز" تحليلا لليهودي "آريئيل إيلان روث" المديرالتنفيذي لمعهد إسرائيل في واشنطن، أكد فيه تعرض إسرائيل لهزيمة استراتيجية ساحقة أمام حماس التي نجحت في تغيير قواعد اللعبة، وحطمت الوهم بجعلها تدفع ثمنا باهظا للإحتلال، ورفع أسهم القضية الفلسطينية عالميا، والتأكيد علي الحقيقة بأن الفلسطينيين مضطهدون وأن الإسرائيليين هم المعتدون، ما سيؤدي لضغوط عالمية لعزل إسرائيل سياسيا ومقاطعتها إقتصاديا.

وهو ما بدأ يتحقق كما تؤكد "نيويورك تايمز" لدرجة قيام متجر "سنسبري" البريطاني بإزالة المنتجات اليهودية الحلال من رفوفه، وطلب أحد مسارح لندن عدم عرض الأفلام الممولة من الحكومة الإسرائيلية في مهرجان الفيلم اليهودي، ومقاطعة السائحين الإسرائيليين، وزيادة معارضة تصدير السلاح لإسرائيل في بريطانيا وأسبانيا.

معهد دراسات الأمن الوطني بإسرائيل، أكد في دراسة له أن إسرائيل ستدفع ثمنا أكبر بكثير فى الرأى العام مع تضاؤل الدعم لمواقفها فى المفاوضات مع الفلسطينيين.

روبرت فيسك إختصر الأمر في "الإندبندنت" في معادلة بسيطة ، هي أن إسرائيل هزمت لفشلها في تدمير الأنفاق ونزع سلاح حماس واجتثاثها، ولم يفوزوا سوي في قتل المدنيين وتدمير منازلهم، بينما فازت حماس والفلسطينيون لأنهم صمدوا أمام كل ذلك وبقوا في غزة.

##

مقالات اخرى للكاتب

بشرة خير !





اعلان