نعيش اليوم التاسع عشر من رمضان مع الحبيب وحديث يضبط السلوك الإنسانى بأن يكون الانسان رقيبا على تصرفاته فلا يصدر عنه ما يخجل ويستحى منه .
عن أبى مسعود عقبة بن عمرو الأنصارى البدرى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ماشئت. رواه البخارى.
قوله صلى الله عليه وسلم إذا لم تستح فاصنع ماشئت، معناه إذا أردت فعل شئ فإن كان مما لا تستحى من الله إذا فعلته ولا تستحى من الناس فافعله وإلا فلا، وبهذا المعنى يكون الأمر بالاباحة لأن الفعل إن لم يكن منهيا عنه شرعا كان مباحا، وهناك من فسر الحديث بأنك إن إذا كنت لاتستحى من الله تعالى ولا تراقبه فاعط لنفسك مناها وافعل ماشئت فيكون الأمر فيه التهديد لا الإباحة.
ويكون كقوله تعالى ( إن الذين يلحدون فى آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى فى النار خير أم من يأتى آمنا يوم القيامة اعملوا ماشئتم إنه بما تعملون بصير) سورة فصلت-40 ، وكقوله تعالى (واستفزز من إستطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) الإسراء:64
أمر من الله يحمل التهديد والوعيد للشيطان بأن يفعل مايشاء وكل مايقدر عليه ويشمل المعنى كل أنواع المعصية تتعلق بالأموال والأولاد وتربيتهم وأخذ الأموال بغير حقها، ويعدهم الشيطان بمباهج الحياة وزخرفها، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا أى باطلا، وقال الله تعالى (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم) سورة البقرة: 268
إذن إصنع ماشئت تحمل تهديدا لمن لايستحى من أن يراه الله على معصية، وإستحضار صفات الله يحقق الضبط والالتزام فإذا أيقنّا بأنه البصير نخشى أن يرانا ونحن نعصاه، وإذا أيقنّا إنه السميع لانقول مايغضبه، وإذا أيقنّا المحيط وعلمه وسع كل شئ طهرنا قلوبنا من الغل والحقد والحسد.
ومن الأحاديث النبوية النى تناولت الحياء قوله صلى الله عليه وسلم :الحياء خير كله وفى قول آخر الحياء لايأتى إلا بخير.
وقال صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان .
وقوله صلى الله عليه وسلم: إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ماكان الفحش فى شئ إلا شانه وماكان الحياء فى شئ إلا زانه.
----------------------------
بقلم: نجوى طنطاوي