البر اسم جامع للخيرات كلها، يراد به التخلق بالأخلاق الحسنة مع الناس والإحسان إليهم ووصلهم والصدق معهم ومع الخالق سبحانه بالتزام ما أمر به واجتناب ما نهى عنه
والبر يقابله الفجور والإثم وهو اسم جامع للشر
والبر هو عطاء الحب والمودة
وفسر البر بمعان شتى، ففسر فى موضع بما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، وفسر فى موضع بالإيمان وفى موضع بما يقربك إلى الله بحسن الخلق، وفسر حسن الخلق باحتمال الأذى وقلة الغضب وبسط الوجه وطيب الكلام.
ويقول الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه: لا بر مع شح.. البخل عار
ويقول جلال الدين الرومي:
من خصال البر أن تكون مأمون الجانب يخالطك الإنسان أو يغادر فيبقى آمنا
ويقول الشاعر:
أوصاك رب البحر والبر
بالعدل والإحسان والبر
إن كنت نلت حوائج الدنيا
وتريد رفد جنانه الخضر
فالزم ببر الوالدين هما
يقياك بالطاعات والصبر
ولا أجمل من تعريف الهادي البشير السراج المنير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للبر، حيث قال: البر حسن الخلق والإثم ما حاك فى صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس.
وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال سألت النبى صلى الله عليه وسلم أى الاعمال أحب إلى الله عز وجل فقال: الصلاة على وقتها فسألت ثم أي؟ قال بر الوالدين ثم أي ؟ قال الجهاد فى سبيل الله
والله سبحانه وتعالى قرن البر بالإنفاق (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) البقرة٩٢
وسبحانه أمرنا بالتعاون على البر (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائدة٢
والله سبحانه وتعالى عرفنا ماهية البر (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتب و النبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وفى الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) البقرة ١٧٧
وسبحانه وتعالى أثنى على الأبرار وبشرهم بمنزلة رفيعة (أن كتاب الأبرار لفى عليين) المطففين١٨
(إن الأبرار لفى نعيم) الانفطار١٣
(إن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا) الإنسان٥
ويكفى البر شرفا أن الله سبحانه وتعالى جعله من أسمائه الحسنى (إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم) الطور٢٨
اللهم اجعلنا من أهل البر والتقوى واجعلنا من الأبرار وارزقنا بر أولادنا وأحفادنا ووفقنا لبرهم وبر أرحامنا وأصحاب الفضل علينا.
-----------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج