04 - 05 - 2025

ذكرى رحيل البابا شنودة صاحب المواقف المشهودة.. حكمة الراعي وأبوة الأب

ذكرى رحيل البابا شنودة صاحب المواقف المشهودة.. حكمة الراعي وأبوة الأب

تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذا اليوم ذكرى رحيل البابا شنودة الثالث، الذي انتقل إلى الأمجاد السماوية يوم 17 مارس 2012 بعد مسيرة حافلة بالعطاء الروحي والوطني امتدت لأكثر من 40 عامًا على كرسي مار مرقس.

حياته ونشأته

وُلد البابا شنودة الثالث باسم نظير جيد روفائيل في 3 أغسطس 1923 بمحافظة أسيوط. التحق بالكلية الإكليريكية وتخرج فيها عام 1949، ثم ترهبن عام 1954 باسم الراهب أنطونيوس السرياني. وبعد سنوات من النسك والتعبد، اختير ليكون أسقفًا للتعليم عام 1962 باسم الأنبا شنودة، ثم انتُخب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في 14 نوفمبر 1971 خلفًا للبابا كيرلس السادس.

إنجازاته ودوره الروحي

اهتم بالتعليم الكنسي وأسس نهضة روحية قوية من خلال الاجتماعات الأسبوعية التي كان يعقدها في الكاتدرائية بالعباسية.

عمل على نشر الكنيسة القبطية عالميًا، فأنشأ العديد من الكنائس في الخارج، خاصة في أمريكا وأوروبا.

ألف عشرات الكتب في اللاهوت والروحانيات، مما أثرى الفكر المسيحي القبطي.

مواقفه الوطنية

كان مدافعًا قويًا عن الوحدة الوطنية، وشدد دائمًا على أن مصر وطن يعيش فينا وليس مجرد مكان نعيش فيه.

دخل في مواجهة مع الرئيس السادات بسبب قضايا الأقباط، ما أدى إلى نفيه بدير الأنبا بيشوي عام 1981 حتى أفرج عنه الرئيس مبارك عام 1985.

لعب دورًا مهمًا في مواجهة الفتن الطائفية، وكان صوته الحكيم دائمًا داعيًا للتسامح والمحبة.

رفض حج المسيحيين للأراضي المقدسة ما دامت تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وفاته 

توفي البابا شنودة الثالث في 17 مارس 2012 عن عمر 88 عامًا، بعد صراع مع المرض. شُيعت جنازته بحضور آلاف المشيعين، ودُفن في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.

لا تزال ذكراه خالدة في قلوب المصريين، ليس فقط بين الأقباط، ولكن بين جميع محبي السلام والحكمة، فقد كان رمزًا للتسامح والمحبة والقيادة الروحية الفريدة.