01 - 05 - 2025

الغرب و نحن ..

الغرب و نحن ..

إن منحني ٱداء الأمة الإسلامية والعربية إلي هاوية الانكسار من خلال التقدم المذهل في استجلاب ٱلات الإبهار بواسطة كثير من مصادر امتلاك الثروة، سواء رأس المال .. عربي أو إسلامي، حيث تلعب طبقة عريضة من أصحاب المال بألوانه وصوره ومسمياته رجال الأعمال وتجار المخدرات وغسيل الأموال وتجار السلاح، وكل أنواع التجارة العالمية العابرة للحدود وللدول المستهدفة برعاية المؤسسات الدولية، سواء ذات الطابع الإنساني أو المؤسسات التي تستتر خلف أي نشاط تجاري أو مؤسساتي فيما يعرف بالنشاط الخيري المتجول في الأمكنة، المتحول إلي شيطنة الأمم،  أو نشاط ترفيهي أو ثقافي أو حتي كروي ومن يدعمهم في كثير من الدول لتحقيق هدف واضح: إسقاط مجتمعاتنا بأيدينا، وقد سقطت كثير من الدول وتشرزمت، والصورة الدولية واضحة وخاصة في عالمنا انتقلت من الصورة الضبابية التي كنا نتشاحن من أجلها بين مؤيد وناقد وقابل ومعارض، إلي صورة واضحة شفافة وهي نجاح الآخر منذ بدايات القرن الماضي في تعميق واحياء النعرات الطائفية والمذهبية، ثم الإنتقال من مرحلة تحقيق الفكرة ووضع بذرتها إلي حصاد ثمارها عن طريق تأسيس قواعد لها، وتم ذلك بزراعة تيارات فكرية أو مذهبية مسلحة وأمدوها بالمال والسلاح ثم أشعلوا الصراع لتدمير الثوابت في نسيج إغراق الأمة في دمائها بفتاوي مفلترة، تمس الأديان وتقوض أمن البلاد والعباد، ونجح الغرب بقواته العسكرية وأجهزتة المخابراتية وأعوانه من داخل كثير من الدول في تحويل مشاريعه إلي واقع، انطلاقا من المشروع الإيراني وصناعة هلال شيعي يشمل لبنان واليمن والعراق وسوريا، ومشروع الغرب في مستعمراته بالسيطرة على مصادر الثروات الطبيعية في الشمال الافريقي والساحل، ونشر الفرقة بتفتيت الدول بإنشاء حكومات يختصم بعضها البعض، تدار من الخارج علي حساب شعوبها ونهب ثرواتها، وليبيا خير مثال.. حكومة الشرق بتحالفاتها وحكومة الغرب بتحالفاتها، والصورة الضبابية في تونس والجزائر والمغرب نسمع تصريحات ولا نري نتائج ، كل يبحث عن نجاح يقدمة لشعبه، ثم نجحوا في تدمير السودان بعد فصل الجنوب العربي وإشعال النيران في دارفور، وبعد اسقاط دولة البشير وتحالف قوي التغير في السودان انقلب السحر على الساحر وانطلق صراع جديد تقف وراءة قوي دولية عبر محاولات ميليشيات الدعم السريع الاستيلاء على الدولة بعد سقوط التحالف الهش مع الجيش وتطاحن الفريقان والضحية الشعب السوداني، ثم سوريا الآن جميع الدول الغربية تلعب داخل سوريا، خارطة مؤلمة تظهر استغلال العالم للطائفية التي أسسوها، وكأن سوريا الشام رقعة شطرنج مقسمة تقسيما فعليا وفق مصالح تلك الدول.. تركيا وإيران وروسيا وأمريكا وبعض مندوبيها من الدول العربية والإسلامية، كل هذه الصورة واضحة للكفيف غير الناظر، ثم يخرج علينا المال العالمي ليغازل شعب غزة الذبيح المكلوم بعالم المثل والخيال العلمى الذي تدعمه تكنولوجيا ايلون ماسك وقرايين العالم الجديد، لتحقيق دولة الكيان الكبري ،وتصبح قضايانا هلامية ترسم لها خرائط ويديرها الإعلام ويروج لها إعلام مأجور محلي أو دولي، أو استخدام تكنولوجيا وسائل التواصل الاجتماعي أو إستثمار جهلنا بالذكاء الاصطناعي في تحقيق واقع الأفكار. هذه هي الصورة الواقعية لعالم بغيض يمتلك قوة الأمر الواقع علي النعام المستسلم للذبح، فلا تحدثونوني عن منجزات بعد أن فشلنا في إدخال الفتات إلي من تبقي أحياء من أهل غزة وكذلك الضفة، فمن يتحدث عن نهضة واستنهاض فليراجع نفسة، وكأننا في عالم مكبل لا صرخة لبريء في زمن اغتصاب الشعوب مكانا وتراثا وموارد وفرض سياسة الأمر الواقع وتكميم الأفواه وتكسير العظام قبل الأقلام . نحن نحتاج أن نولد من جديد.
-------------------------------
بقلم: د. السيد عبد الوهاب
مفكر إسلامي - أستاذ الفلسفة الإسلامية بدار علوم المنيا

مقالات سابقة في ملف "نحن والغرب"

مقالات اخرى للكاتب

نحن والغرب في زمن الحرب