02 - 05 - 2025

قطائف عجاجية (٨) | العدل

قطائف عجاجية (٨) | العدل

العدل هو الأمر المتوسط بين الإفراط والتفريط، وهو الاعتدال والاستقامة والميل إلى الحق، والعدل هو أن تعطى من نفسك الواجب وتأخذه ، والعدل هو إعطاء كل شيء ما يستحقه، وهو المساواة بين الناس فى الحقوق والواجبات واعطاء كل ذى حق حقه، والعدل نقيض الجور.

وفى رسالة لسعد بن أبى وقاص رضى الله عنه يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أما بعد فإن الله جل وعلا أنزل فى كل شيء رخصة فى بعض الحالات، إلا فى أمرين منهما العدل فلا رخصة فى العدل من قريب ولا بعيد ولا فى شدة ولا رخاء فلا رخصة لأى كان فى أن يترك العدل.

وكان سيدنا عمر رضى الله عنه مضرب الأمثال فى عدله حتى قيل: إن سألوك عن العدل فى بلاد المسلمين قل لهم لقد مات عمر

ويقول الإمام علي بن أبى طالب كرم الله وجهه: إن العدل ميزان الله سبحانه وتعالى الذى وضعه للخلق ونصبه لإقامة الحق فلا تخالفه فى ميزانه ولا تعارضه فى سلطانه.

كما يقول: لا ينبغى أن يكون القاضى قاضيا حتى تكون فيه خمس خصال: عفيف، حليم، عالم بما كان قبله، يستشير ذوي الألباب، ولا يخاف فى الله لومة لائم.

وقال عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه: من صحبنى منكم فليصحبنى بخمس خصال: يدلنى من العدل إلى ما لا أهتدي له، ويكون لى على الخير عونا، ويبلغنى حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ولا يغتاب عندي أحدا، ويؤدي الأمانة التى حملها منى ومن الناس، فإذا كان كذلك فمرحبا، وإلا فهو فى حرج من صحبتى والدخول على..

وعندما طلب امير حمص تحصين المدينة بالأسوار رد عليه عمر بن عبدالعزيز: حصن مدينتك بالعدل ونق طرقها من الظلم

ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم:

* أن تعدل بين الاثنين صدقة

* اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم

* ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، والمظلوم

* من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله جوره فله الجنة، ومن غلب جوره عدله فله النار

والله سبحانه وتعالى حثنا على العدل فقال فى محكم التنزيل:

(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون) النحل ٩٠

(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنان قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى، واتقوا الله أن الله خبير بما تعملون) المائدة٨

(إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، إن الله نعما يعظكم به، إن الله كان سميعا بصيرا) النساء ٥٨

(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين، إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما، فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا) النساء ١٣٥

وحظى العدل باهتمام الشعراء العرب فامتدحوه وحثوا عليه فقال الشاعر:

أد الأمانة والخيانة فاجتنب

واعدل ولا تظلم يطيب المكسب

وقال آخر:

عليك بالعدل إن وليت مملكة

واحذر من الجور فيها غاية الحذر

وقال ثالث:

ينام ذو العدل إن يحكم بلا أرق

وصاحب الجور حلو النوم لم يذق

سفينة العدل للشطآن واصلة

وزورق الظلم مدفوع إلى الغرق

ويقول ابن الرومى:

العدل فرض وبذل الفضل نافلة

يا ابن الكرام فعدلا ثم أفضالا

اللهم انشر العدل فى ربوع بلادنا، وحبب العدل لولاة أمورنا، واجعلنا من المنحازين المخلصين للحق والعدل.
---------------------------------
بقلم: 
عبدالغني عجاج

مقالات سابقة من "قطائف عجاجية"


مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | الرقص فى المترو