18 - 05 - 2025

متحدث سفارة الصين بمصر: الحرب الجمركية مع أمريكا تضر بالاستقرار الاقتصادي العالمي

متحدث سفارة الصين بمصر: الحرب الجمركية مع أمريكا تضر بالاستقرار الاقتصادي العالمي

أكد تشو شياو تشونغ، المتحدث باسم السفارة الصينية لدى مصر، أن الحرب الجمركية بين الولايات المتحدة والصين لن تحقق مكاسب لأي طرف، مشيرًا إلى أن الإجراءات الحمائية تمثل طريقًا مسدودًا يضر بالاستقرار الاقتصادي العالمي. 

جاءت هذه التصريحات في أعقاب فرض الحكومة الأمريكية رسومًا جمركية إضافية بنسبة 20% على المنتجات الصينية المصدرة إلى الولايات المتحدة، بذريعة ما يسمى بـ"الفنتانيل"، وهو ما وصفه تشو بأنه تشويه خطير للحقائق ونموذج واضح للنزعة الأحادية والحمائية.

وأوضح تشو في بيان للسفارة الصينية بالقاهرة اليوم الخميس، أن الصين لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الضغوط، مؤكداً أن بلاده اتخذت إجراءات مضادة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة. 

وأشار إلى أن مشكلة الفنتانيل في الولايات المتحدة لا تعود جذورها إلى الصين، بل إلى الداخل الأمريكي ذاته. ووفقًا لإحصاءات الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، فإن الولايات المتحدة تعد أكبر منتج ومستهلك للفنتانيل في العالم، حيث يستهلك سكانها، الذين يشكلون 5% من سكان العالم، نحو 80% من المواد الأفيونية عالميًا.

وأضاف أن الصين التزمت على مدار السنوات الماضية بمكافحة تهريب وتصنيع المخدرات بصرامة، ووضعت سياسات لمكافحة المخدرات تُعد من الأكثر شمولاً وصرامة على مستوى العالم. 

كما عززت التعاون الدولي في هذا المجال، وتجاوبت مع مطالب الولايات المتحدة بإدراج جميع مواد الفنتانيل في قائمة المراقبة منذ عام 2019، ما يجعل الاتهامات الأمريكية “غير مبررة” و”مسيّسة”.

وأكد تشو أن فرض الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية يمثل انتهاكًا لقواعد منظمة التجارة العالمية، ويضر بالعلاقات التجارية بين البلدين، ويهدد استقرار سلاسل التوريد العالمية. 

وأشار إلى أن الشركات الأمريكية نفسها تكبدت خسائر كبيرة بسبب هذه الرسوم، حيث اضطرت إلى رفع الأسعار، وتحمّلت تكاليف إضافية انعكست على المستهلكين الأمريكيين، ما أدى إلى انخفاض كبير في المؤشرات الثلاثة الرئيسية في سوق الأسهم الأمريكية بعد إعلان فرض الرسوم الجديدة.

في هذا السياق، وجّه وزير الخارجية الصيني وانغ يي خمسة أسئلة مباشرة للولايات المتحدة خلال مؤتمر صحفي، تمحورت حول جدوى الحروب التجارية وتأثيرها على العجز التجاري، والتنافسية الصناعية، والتضخم، ومستوى معيشة المواطنين. 

وشدد على أن هذه الأسئلة تعكس “الثمن الباهظ” الذي تكبدته الولايات المتحدة نتيجة الحرب التجارية، مؤكدًا أن الحل الوحيد يكمن في التعاون وليس المواجهة.

وأشار تشو إلى أن الصين ماضية في تعزيز انفتاحها الاقتصادي رغم الضغوط الأمريكية، حيث نظّمت بنجاح معارض دولية كبرى مثل معرض الصين الدولي للاستيراد ومعرض الصين الدولي لسلاسل التوريد. 

كما منحت الصين إعفاءات جمركية للمنتجات القادمة من 43 دولة أقل نموًا، وخفّضت المستوى الجمركي إلى مستوى قريب من الدول المتقدمة، وألغت جميع القيود المفروضة على الاستثمار الأجنبي في قطاع التصنيع.

وختم تشو بالتأكيد على أن الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما أكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة في العالم، يجب أن تعملا على التعايش السلمي ومعالجة الخلافات التجارية عبر الحوار والتعاون المتبادل، بعيدًا عن التصعيد والمواجهة.