نعيش اليوم الثانى عشر من رمضان مع الحبيب وعطر كلامه وحديث يدعو للحب ويرسى قاعدة فى العلاقات تحقق إستقرار المجتمعات .
عن أبى حمزة أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . رواه البخارى.
قوله صلى الله عليه وسلم لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه تتسع للجميع حتى الكافر يحب له المسلم أن يهديه الله لنعمة الاسلام ولذلك كان الدعاء للكافر بالهداية مستحب .
والحديث ربط كمال الإيمان وتمامه بما تحمل قلوبنا من خير وأمنيات طيبة لمن تربطنا بهم صلة الإنسانية، والمراد بالمحبة إرادة الخير والمنفعة والمحبة وتمنى الخير للغير كما نتمناه لأنفسنا يمحو من القلوب الغل والسواد، وعندما تتحرر النفوس من كل هذه المشاعر السلبية التى تصيب حاملها بالإرهاق والأمراض ، تطهير القلوب يطلق طاقة للحياة والعمل والإبداع.
والوصول لدرجة الإيمان التى تجعلنا نتمنى لغيرنا مانتمناه لأنفسنا تجعلنا فى مأمن من أن نكون من الحاسدين والحسد كما قال الغزالى ينقسم إلى ثلاثة أقسام
(الأول) أن يتمنى زوال نعمة الغير وحصولها لها لنفسه ، و(الثانى) أن يتمنى زوال نعمة الغير وإن لم تحصل له ،(الثالث) أن لايتمنى زوال النعم عن الغير ولكن يكره إرتفاعه عليه فى الحظ والمنزلة ويرضى بالمساواة ولايرضى بالزيادة. وهذا أيضا محرم لانه لم يرض بقسمة الله ، فى هذا المعنى تأتى الآية الكريمة (أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات لبتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون) الزخرف-32
فمن لم يرض بالقسمة فقد عارض الله فى قسمته وحكمته وعلى الإنسان أن يعالج نفسه ويحملها على الرضا بالقضاء ويخالف هوى نفسه بالدعاء بالخير لغيره .
اللهم إجعل قلوبنا عامرة بالحب والخير لكل مخلوقاتك.
------------------------
بقلم: نجوى طنطاوي