أعربت كايا كالاس، الممثلة العليا ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، عن سعادتها بالمشاركة في جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مؤكدةً على أهمية التعاون الوثيق بين دول الاتحاد الأوروبي تحت مظلة “فريق أوروبا” في مواجهة التحديات العالمية.
وأكدت كالاس أن العالم يمر بمرحلة من الخطر غير المسبوق منذ الحرب الباردة، مشيرةً إلى أن تدهور الأمن العالمي يتسارع بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، والنزاعات في الشرق الأوسط، والأزمة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وشددت على أن الأمم المتحدة تظل ضرورية في هذه المرحلة الحساسة، إذ إن غيابها سيؤدي إلى مزيد من الفوضى على الساحة الدولية.
وأوضحت كالاس أن الاتحاد الأوروبي يُعد الشريك الأكثر موثوقية للأمم المتحدة، وأكبر جهة مانحة للمساعدات التنموية في العالم.
وأشارت إلى أن أوروبا تساهم بأكثر من خُمس ميزانية عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ما يعكس التزامها العميق بتحقيق الأمن والاستقرار العالمي.
وأبرزت كالاس دور الاتحاد الأوروبي كجهة فاعلة في مجال الأمن العالمي، حيث يدير الاتحاد أكثر من 20 بعثة وعمليات حول العالم.
وذكرت أن من غزة إلى السودان، تعمل مؤسسات الاتحاد الأوروبي جنبًا إلى جنب لتقديم المساعدات الإنسانية ودعم الحلول السياسية وتحقيق الاستقرار.
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، قالت كالاس إن الوضع في سوريا لا يزال معقدًا، خاصة بعد تصاعد أعمال العنف الأخيرة، داعيةً جميع الأطراف إلى البحث عن حلول سلمية لوقف دوامة العنف.
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يدعم عملية انتقال سياسي شاملة في سوريا، إلى جانب التعافي الاقتصادي.
كما أعلنت أن الاتحاد الأوروبي سيستضيف الأسبوع المقبل مؤتمرًا للمانحين بهدف تأمين الدعم المالي اللازم لإعادة إعمار سوريا.
أما بالنسبة لغزة، فأشارت كالاس إلى أن وقف إطلاق النار يواجه ضغوطًا متزايدة، مؤكدةً أهمية التزام الطرفين بتعهداتهما لضمان نجاح المرحلة الثانية من المحادثات. وشددت على أن المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية يجب ألا تكون ورقة ضغط سياسية.
كما رحبت بخطة الإعمار العربية، مؤكدةً تطلع الاتحاد الأوروبي إلى مناقشتها بشكل أوسع مع الشركاء الإقليميين. واعتبرت أن حل الدولتين يظل المسار الوحيد لتحقيق سلام مستدام في المنطقة.
وفيما يخص الحرب الروسية على أوكرانيا، وصفت كالاس الهجوم الروسي بأنه “عدوان استعماري” وانتهاك صارخ لسيادة أوكرانيا. وأكدت أن الشعب الأوكراني هو الأكثر رغبة في السلام، لكنه يتعرض يوميًا لقصف مكثف.
واتفقت مع تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بضرورة وقف العنف فورًا، مؤكدةً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قادر على إنهاء الحرب على الفور إذا قرر وقف القصف على أوكرانيا.
لكن كالاس أشارت إلى أن الهجمات الروسية الأخيرة تُظهر أن موسكو لا تسعى إلى السلام، مشددةً على أن أي اتفاق مع بوتين يجب أن يكون مدعومًا بضمانات أمنية قوية، نظرًا لسجل روسيا في انتهاك الاتفاقيات السابقة.
وأكدت أن زعماء الاتحاد الأوروبي تعهدوا بزيادة الإنفاق العسكري بشكل كبير، ليس بهدف إشعال صراع مع روسيا، ولكن لمنع نشوبه.
وفي ختام تصريحاتها، أكدت كالاس أن الاتحاد الأوروبي سيظل شريكًا موثوقًا للأمم المتحدة، وأن النظام متعدد الأطراف الذي تم بناؤه لا يزال السبيل الأفضل لتحقيق عالم أكثر استقرارًا.
واختتمت حديثها بقولها: “العالم يواجه أزمات غير مسبوقة، لكن التعاون الدولي يظل السبيل الأمثل للخروج من هذه التحديات”.