القناعة كنز لا يفنى ، وقيل هى الرضا باليسير من العطاء، وهى الرضا بما أعطى الله، وقال ابن مسكويه: هى التساهل فى المأكل والمشارب والزينة، وقال السيوطى هى الرضا بما دون الكفاية وترك التشوق إلى المفقود والاستغناء بالموجود، وقال المناوي القناعة هى الوقوف عند الكفاية وهى الرضا بالقسمة والرضا باليسير من العطاء، والقناعة استغناء بالحلال الطيب عن الحرام.
ويقول عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: الفقه الأكبر القناعة وكف اللسان
ويقول عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: القناعة ما لا نفاد له
وقال أبو حاتم: القناعة تكون بالقلب فمن غنى قلبه غنيت يداه، ومن افتقر قلبه لم ينفعه غناه، ومن قنع لم يتسخط وعاش آمنا مطمئناً.
وقال أحد الحكماء: أن من قنع كان غنيا وإن كان فقيرا، ومن لم يقنع كان فقيرا وإن كان مكثرا
ويقول الامام على بن أبى طالب كرم الله وجهه:
فاقنع ففى بعض القناعة راحة
واليأس مما فات فهو المطلب
وإذا طمعت كسيت ثوب مذلة
فلقد كسى ثوب المذلة أشعب
ويقول ايضا:
أفادتنى القناعة كل عز
وهل عز أعز من القناعة
فصيرها لنفسك رأس مال
وصير بعدها التقويم بضاعة
تحز ربحا وتغنى عن بخيل
وتنعم فى الجنان بصبر ساعة
ويقول الإمام الشافعى:
رأيت القناعة رأس الغنى
فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يرانى على بابه
ولا ذا يرانى به منهمك
فصرت غنيا بلا درهم
أمر على الناس شبه الملك
ويقول جلال الدين الرومى:
خذ القناعة فى الدنيا وأرض بها
واجعل نصيبك منها راحة البدن
ومن دعاء سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم: اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع،
ومن أقواله ايضا:
كن ورعا تكن أعبد الناس وكن قنعا تكن أشكر الناس
وفى القرآن الكريم إشارات إلى أهمية خلق القناعة فيقول الحق سبحانه: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) طه١٣١
ويقول الحق: (للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم) البقرة ٢٧٣
اللهم اجعلنا من اهل القناعة واجعلنا من أصحاب القلوب القانعة الغنية الراضية، واجعلنا من الحامدين الشاكرين لأنعم الله.
-------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج