18 - 05 - 2025

اشتباكات الساحل السوري تمتد إلى دمشق والانتهاكات مستمرة رغم إعلان انتهاء العملية العسكرية

اشتباكات الساحل السوري تمتد إلى دمشق والانتهاكات مستمرة رغم إعلان انتهاء العملية العسكرية

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الاثنين أن مسلحين هاجموا موقعا لقوات الأمن السورية في دمشق ليل الاثنين، مما أثار مخاوف من أن العنف المميت الذي يجتاح المنطقة الساحلية السورية قد ينتشر إلى أجزاء أخرى من البلاد. 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له والذي يراقب الصراع السوري منذ عام 2011 إن مسلحين مجهولين ألقوا قنابل يدوية وفتحوا النار ليل الاثنين على مبنى يضم قوات الأمن الحكومية في حي المزة المحصن بشدة في العاصمة دمشق.  

وأضاف المرصد أن اشتباكات مع قوات الأمن الحكومية اندلعت ولم يتضح ما إذا كان أحد قد أصيب، وأضاف أنه تم اعتقال عدد غير محدد من الأشخاص. 

ولم يصدر أي تعليق فوري من الحكومة السورية الجديدة أو على وسائل الإعلام الرسمية ولم يتسن التحقق من المعلومات بشكل مستقل. 

ويأتي الهجوم في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من العنف الذي اندلع الأسبوع الماضي بين المقاتلين التابعين للحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع والموالين للرئيس المخلوع بشار الأسد. وقد لقي أكثر من 1300 شخص مصرعهم منذ بدء القتال، معظمهم في محافظتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين، معقل الأقلية العلوية في سوريا، وفقًا للمرصد.  

وقال المرصد يوم الاثنين إن نحو 1000 مدني شملهم هذا الرقم، معظمهم قُتلوا على أيدي قوات مسلحة تابعة للحكومة الجديدة أو موالية لها، ولم يتسن التحقق من هذه المعلومات بشكل مستقل. 

وقد أثار العنف مخاوف من تجدد الصراع الطائفي، وشكل ما يبدو أنه التحدي الأكثر خطورة حتى الآن لقادة سوريا الجدد وهم يحاولون توحيد البلاد بعد أكثر من عقد من الحرب.  

وهيمنت الطائفة العلوية على الطبقة العليا في البلاد وأعلى رتب الجيش في النظام السابق.

 ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد حسن عبد الغني قوله يوم الاثنين إن "العملية العسكرية" انتهت، لكن التقارير افادت أن العنف استمر، حيث اقتحم مقاتلون تابعون للحكومة بلدة بالقرب من مدينة بانياس الساحلية وأضرموا النار في المنازل، وفقا للمرصد. 

وقال الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع يوم الأحد إن الحكومة تشكل لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في أعمال العنف في المناطق الساحلية وتقديم الجناة إلى العدالة، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كان يعترف بعمليات قتل محتملة على أيدي قواته أو يلقي باللوم على عناصر النظام السابق. 

وكانت هناك بعض العلامات الناشئة على أن الحكومة تتخذ إجراءات صارمة ضد مقاتليها. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) يوم الاثنين أن رجلين تم اعتقالهما بعد تداول مقطع فيديو على الإنترنت يظهرهما وهما يطلقان النار على رجل مسن أعزل خارج منزله في المنطقة الساحلية السورية، وكان هذا مجرد مقطع فيديو واحد من سلسلة من مقاطع الفيديو التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، والتي تصور ما يبدو أنه عمليات قتل خارج نطاق القضاء. ولم يكن من الواضح ما إذا كان الرجلان اللذان تم اعتقالهما جزءًا رسميًا من قوات الأمن السورية. 

ودعا الشرع يوم الأحد إلى الهدوء في محاولة واضحة لطمأنة الأمة، وكرر دعواته للموالين للأسد لإلقاء أسلحتهم. وقال في مسجد بدمشق، وفقا لمقطع فيديو تم تداوله على الإنترنت: "يجب علينا الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي".