أصدرت دار ديوان كتاب "مذكرات صائم" للكاتب الراحل أحمد بهجت، أحد أبرز الكتاب في الأدب المصري المعاصر. يقدم الكتاب لمحات من حياة الكاتب، حيث يتناول من خلاله تجربته الشخصية خلال شهر رمضان، فضلاً عن تأملاته في معاني الصيام وأثره على الروح والجسد.
يُعد "مذكرات صائم" من الأعمال التي تُظهر بعمق قدرة أحمد بهجت على التعبير عن مشاعر الإنسان المصري في مختلف مواقفه الحياتية. ويكشف الكتاب جوانب متعددة من حياته الخاصة، ما بين الوعي الروحي والوجداني في الشهر الفضيل، ويطرح رؤى فلسفية وإنسانية في سياق أدبي بأسلوب ساخر مميز.
وقد عبر القائمون على ديوان للنشر عن فخرهم بإعادة نشر هذا العمل الأدبي المميز، مؤكدين على أهمية الحفاظ على إرث الكتاب المصريين الذين أسهموا في إثراء المكتبة العربية بأعمالهم الأدبية الفذة.
يُذكر أن أحمد بهجت من الكتاب الذين لهم بصمة واضحة في الأدب المصري، حيث اشتهر بكتاباته التي تتسم بالعمق الروحي والفكري بأسلوب بسيط ممتع وساخر، ويمثل "مذكرات صائم" شاهداً على قدرته الفائقة في نقل التجارب الإنسانية بأدوات أدبية مميزة وأسلوب ساخر لا مثيل له.
يكتب بهجت: "مع كل بعث جديد لهذا الشهر، يستيقظ في قلبي شيء.. شيء لست أدرك كُنهَه أو أعرف حقيقته.. شيء يشبه عذوبة الحب الأول.. أو يشبه غموض الأيام القلقة التي لا نعرف فيها هل وقعنا فى الحب أم نتوهم. أحس في الليلة الأولى من شهر رمضان أنني أرى من خلال النفس كلَّ نفوس الآخرين في الوجود.. وينمو داخلي الحنين، فأود أن أعثر على النملة التي كلَّمت سيدنا سليمان لأقبِّلها.. وأتمنى أن ألقى الحوت الذي ابتلع يونس لأربِّت على رأسه.. وأحلم أن أجد الحمار الذي بُعث أمام عُزير لأحمله على ظهري.. وأفكر عبثًا في قبر الهدهد الذي حمل الرسالة لبلقيس، وعاد ليحكي لسيدنا سليمان عن عبادتها للشمس.
في شهر رمضان.. أشعر بأن كل شيء في الدنيا يقوم على الحب؛ هو الناموس المسيطر الحاكم في الدنيا، وإن أفسده الناس بالكراهية والرحيل".