بعد الانهيار شبه التام للخدمة الطبية المجانية التى تقدمها وزارة الصحة للمرضى البسطاء داخل محافظة قنا وعبر مستشفياتها العامة والمركزية والتي تكلفت اعادة هيكلتها مؤخرا ما يقارب من 2 مليار و 650 مليون جنيه ولم تبخل الدولة عليها مطلقا ولكن سوء الادارة وسيطرة مجموعات المنفعة على ادارة هذه المستشفيات وعدم قدرة اجهزة المحافظة او حتى الوزارة على السيطرة أخرجتها تماما من خدمه فقراء هذا الوطن.
مع كل هذا بات الحل الوحيد امام المريض غير القادر ليس فى قنا فقط بل فى الاقصر والبحر الاحمر وأحيانا أسوان، هو مستشفيات جامعة جنوب الوادي بقنا والتى تخدم ما يقارب ربع مليون مريض سنويا وتتجاوز عملياتها الجراحية ما يقارب 16 ألف عملية سنوية منها ما يقارب 10 آلاف عملية مجانية والبقية إما عبر التأمين الصحي أو قرارات العلاج على نفقة الدولة أو حتى العلاج الاقتصادي كما كان أحيانا فيما سبق.
المستشفيات الجامعية هناك والتى يقودها مدير تنفيذي شاب هو د "حجاجى منصور" تحاول بكل ما تملك من امكانيات محدودة وضغط رهيب من المرضى ان تتعامل بدقة وسرعة فى التعامل مع الحالات الحرجة والطارئة.
المستشفيات الجامعية بجامعة جنوب الوادى تضم واحدة من أحدث وأرقى مستشفيات الطوارئ الجامعية فى مصر وهى مستشفى "المرزوقي للحالات الطارئة " والتى تفوق أجهزتها وامكانياتها المستشفيات المماثلة أو حتى الخاصة وتعمل وفق نظام مميكن ويستطيع أهل المريض متابعة حالته منذ وقت دخوله للمستشفى، بالإضافة لمستشفى " المعبر" والتى تخدم قطاعا كبيرا وخاصة فى أقسام النساء والتوليد والذى يعمل وحيدا فى قنا لإنقاذ حالات الولادة الصعبة ولا يمر أسبوع حتى يتم إنقاذ أكثر من حالة كانت فى طريقها لمغادرة الحياة لولا العناية الإلهية.
أيضا مستشفى العيادات والتى تستقبل يوميا ما بين ألف إلى 1500 حالة معظمهم من أطراف محافظة قنا والأقصر وغالبيتهم من فقراء وبسطاء هذا الوطن ومع تعليمات مشددة من الإدارة التنفيذية للمستشفى بحسن معاملة المريض ومرافقيه وشرح أسباب عدم رضا المريض أحيانا عن الخدمة.
رغم ما تواجهه المستشفيات الجامعية من سهام الهجوم من أصحاب المراكز الطبية وأصحاب المنفعة إلا أنها وفى ضوء ما تملكه من إمكانيات توفرها من صناديقها ومن مخصصات وزارة التعليم العالى باتت هى الباب الاخير الذى لازال مفتوحا أمام طارقيه من البسطاء وما أكثرهم فى صعيدنا الطيب.