02 - 05 - 2025

الهنود الحمر العرب

الهنود الحمر العرب

لا يمكن تفسير أو تبرير الجرائم التي ترتكب في الساحل السوري ، ولكن المدهش هو السياسة المزدوجة للغرب ، حيث سارعوا هناك يصرخون في الم من أجل حماية الأقليات في سورية ، وكأن تلال الجثامين الفلسطينية تخفي عليهم .

الغرب الإستعماري الصانع التاريخي لكل عذابات الشرق الأوسط ، يذرف دموع التماسيح حزناً علي الضحايا في سورية ، ويؤكد وزير الخارجية الأمريكي الصهيوني أن بلاده تطالب بحماية الأقليات ، وهو ما صرح به قادة الكيان الصهيوني .

الحقيقة هي أنها فرصة الغرب الإستعماري والصهاينة كي يعمقوا الإنقسام الدموي في سوريا ، وهو نتيجة مباشرة لأنظمة حكم استبدادية قاموا بصنعها ورعايتها كي تتحول كل المجتمعات العربية إلي قنابل موقوتة ، تنتظر فقط لحظة الإنفجار كي تتحول إلي شظايا ..

وبغض النظر عن تلك الحقائق المخزية ، فإن الجهل والعمي بين النخب العربية يتحول إلي سكاكين في يد قوي الأستكبار كي تمزق ما تبقي من العالم العربي .

لقد كتبت وحذرت في عدة لقاءات علي مدي الأحقاب الماضية من خطة شيطانية لتقسيم المنطقة علي خطوط تماس دينية ومذهبية وعرقية ، وهو الدور الذي تقوم به أجهزة مخابرات مختلفة أبرزها الموساد ، بتعاون إرادي أو غير إرادي من عناصر محلية في كل بلد عربي .

أفيقوا ...وإلا فمصيركم لن يختلف كثيرا عن مصير الهنود الحمر والأمم البائدة .
------------------------
بقلم: معصوم مرزوق
* مساعد وزير الخارجية الأسبق

مقالات اخرى للكاتب

محاكمة قناة السويس في بريطانيا!