احتفل المركز الثقافي الروسي بالقاهرة بعيد المرأة، بحضور أرسيني ماتيوشينكو، القائم بأعمال مدير المراكز الثقافية الروسية في مصر، وبمشاركة أعضاء نادي الشباب بالبيت الروسي بالقاهرة، وهم من الدارسين للغة الروسية بالجامعات المصرية.
تضمنت الاحتفالية معرضًا للصور الفوتوغرافية لرموز المرأة الروسية والمصرية عبر التاريخ القديم والمعاصر، حيث ركز على دور المرأة في التنمية، والحروب، والبناء.
افتتح الاحتفالية أرسيني ماتيوشينكو بكلمة تناول فيها أهمية دور المرأة في المجتمع في مختلف المجالات، مشيرًا إلى إسهامات المرأة في التنمية، وفي الدفاع عن الوطن خلال فترات الحروب، وفي المساهمة في البناء.
أكد ماتيوشينكو أن المرأة السوفيتية لعبت دورًا محوريًا في الحرب العالمية الثانية، سواء على صعيد الجبهة الداخلية أو في الخطوط الأمامية، حيث واجهت العدو بشجاعة.
كما أشار إلى أن المرأة الروسية واصلت بعد ذلك دورها في مسيرة التنمية في مختلف قطاعات الإنتاج، وتقلدت العديد من المناصب القيادية، مما ساهم في تطور الحياة في روسيا.
وأوضح ماتيوشينكو أن الاحتفال بعيد المرأة يُعد فرصة لتوجيه الشكر لكل امرأة تساهم بفعالية وإيجابية في تطوير المجتمع وتعزيز أنشطته.
وشهدت الاحتفالية عروضًا تقديمية من أعضاء نادي الشباب تناولت تاريخ المرأة الروسية والمصرية، حيث تم استعراض بعض النماذج النسائية المؤثرة في تاريخ البلدين.
قدم الشباب نموذجًا عن فالنتينا تيريشكوفا، أول رائدة فضاء في التاريخ، والتي دخلت التاريخ في 16 يونيو 1963 عندما انطلقت إلى الفضاء على متن المركبة الفضائية فوستوك 6، لتصبح أول امرأة تقتحم الفضاء.
وقد زارت تيريشكوفا مصر، وقلّدها الرئيس جمال عبد الناصر “قلادة النيل” تكريمًا لإنجازها التاريخي.
كما تناول العرض نموذج زويا أناتوليفنا كوسموديميانسكايا، المقاتلة التي واجهت الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية، وتم اعتقالها وتعذيبها من قبل القوات الألمانية، لكنها رفضت الكشف عن أي معلومات، حتى تم إعدامها في مكان عام، ومنحها الاتحاد السوفيتي لقب “بطل الاتحاد السوفيتي”.
في مجال الثقافة، تم تقديم نموذج مايا بليسيتسكايا، الباليرينا الروسية الشهيرة ومصممة الرقصات بمسرح البولشوي، والتي استمرت في العطاء على مدى 40 عامًا، مقدمة أشهر عروض الباليه الكلاسيكية مثل “بحيرة البجع” و”دون كيشوت” و”كارمن”. كما قدمت عروضها في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك مصر.
من الجانب المصري، قدم أعضاء نادي الشباب نماذج متميزة من تاريخ المرأة المصرية، حيث تم تسليط الضوء على ميرت بتاح، أول طبيبة في التاريخ، والتي عاشت في عام 2700 قبل الميلاد.
كما تناول العرض سيرة أم كلثوم، أيقونة الغناء العربي، التي تميزت بصوتها القوي وشعبيتها الواسعة في العالم العربي وخارجه. زارت أم كلثوم موسكو عام 1970، حيث قدمت حفلات تاريخية هناك.
كذلك تم تقديم نموذج هدى شعراوي، رائدة الحركة النسائية في مصر، والتي أسست اتحاد المرأة المصرية، ولعبت دورًا بارزًا في الدفاع عن حقوق المرأة.
في مجال العلم، استعرض الشباب سيرة العالمة الكبيرة د. سميرة موسى، أول مصرية تتخصص في مجال الفيزياء النووية، وأول امرأة تُدرّس في جامعة القاهرة. وقد تعرضت للاغتيال على يد المخابرات الإسرائيلية خلال زيارتها للولايات المتحدة للمشاركة في أحد المؤتمرات العلمية.
في ختام الاحتفالية، قدم أرسيني ماتيوشينكو الشكر لأعضاء اتحاد الشباب على الجهد الكبير في تحضير المعلومات وتقديمها بأسلوب مميز، مؤكدًا أن مشاركة الشباب في هذه الفعالية تعكس الوعي الكبير بأهمية دور المرأة في المجتمع في مختلف المجالات.