أكد وزير الخارجية المصري، خلال كلمته أمام الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي عُقدت في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، على أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة الإسلامية، مشددًا على ضرورة اتخاذ موقف موحد لمواجهة محاولات تصفية القضية من خلال تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أو الاستيلاء عليها.
استهل وزير الخارجية المصري كلمته بتوجيه التهنئة إلى الدول الإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، داعيًا الله أن يعيده على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.
وأكد أن انعقاد الاجتماع الطارئ يعكس مدى خطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتبعاته الإنسانية والسياسية.
وأوضح الوزير أن مصر قامت ببلورة خطة متكاملة للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، بالتنسيق الكامل مع دولة فلسطين، وبالاستناد إلى الدراسات التي أجرتها المؤسسات الدولية، مثل البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأكد أن الخطة تهدف إلى إعادة بناء القطاع مع الحفاظ على حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم، كما تراعي معالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية.
وأشار وزير الخارجية إلى أن الخطة تم اعتمادها على مستوى القادة والزعماء العرب خلال القمة التي عُقدت في القاهرة في 6 مارس الجاري، معربًا عن تطلعه إلى أن يحظى الاجتماع الحالي بدعم الخطة وتقديمها إلى المجتمع الدولي والمانحين الدوليين، بهدف حشد التأييد السياسي والمادي اللازم لتنفيذها.
وأضاف الوزير أن مصر لم تدخر جهدًا في سبيل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدًا أن القاهرة لعبت دورًا محوريًا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتواصل العمل على تثبيته بالتنسيق مع دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، في إطار جهود الحفاظ على استدامة التهدئة.
وفيما يتعلق بالمسار السياسي، كشف وزير الخارجية عن اتفاق مصر مع الأشقاء الفلسطينيين على تشكيل لجنة مستقلة من شخصيات مهنية غير فصائلية، تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، لتولي إدارة قطاع غزة خلال مرحلة انتقالية مدتها 6 أشهر، تمهيدًا لتمكين السلطة الفلسطينية من استعادة السيطرة الكاملة على القطاع. كما أكد أن مصر تعمل على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية لتمكينها من حفظ الأمن في غزة.
وفي ختام كلمته، وجه وزير الخارجية تحذيرًا من مغبة أي اعتداء على المسجد الأقصى أو المساس بالوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، مشددًا على أن الحفاظ على المقدسات الإسلامية في القدس يُعد مسؤولية جماعية.
كما دعا الوزير الدول الإسلامية إلى دعم جهود إعادة إعمار غزة، من خلال تمكين الشعب الفلسطيني من الصمود على أرضه في مواجهة الاحتلال.