حذاري.. هنا تُدفن أحلام الطغاة وتتحطم المؤامرات
إنها مصر، الأرض التي خُلقت لتكون عظيمة، التي سجد على ترابها الأنبياء، وانحنى لها التاريخ إجلالًا، وانتصرت حين سقطت الجيوش، وواجهت حين انهارت الأمم. إنها قلب الأمة، ودرعها، وحصنها المنيع، إنها الدولة التي لم يعرف قاموسها كلمة "هزيمة"، ولم تعرف على مدار تاريخها معنى "الانكسار".
لقد تعاقب على هذه الأرض الطاهرة الغزاة، جاءها الطامعون من الشرق ومن الغرب، تسللت إليها الأيدي الخبيثة عبر العصور، لكنها لم تسقط يومًا. قاومت، قاتلت، انتفضت، وعادت دائمًا أقوى مما كانت، كالنار التي تأكل من يقترب منها، وكالصقر الذي لا يسقطه الرصاص، وكالسيف الذي لا يصدأ مهما حاولوا كسره.
اليوم، كما كان الحال عبر التاريخ، هناك من يظنون أنهم قادرون على إسقاطها، هناك من يحلمون بليّ ذراعها، هناك من يتوهمون أنهم قادرون على أن يجعلوا مصر دولة ضعيفة مستكينة، لكنهم لا يدركون أنهم يلعبون بالنار، وأنهم يسيرون بأقدامهم نحو مقبرة نهايتهم.
أوهام الأعداء.. وسقوط كل المؤامرات
ظنوا أن الحرب لم تعد بالسلاح فقط، فاستبدلوه بالخيانة، وبدل أن يغزوا البلاد بالجيوش، زرعوا الفتن، وموّلوا العملاء، وحاولوا شراء الذمم الرخيصة. لم يقرأوا التاريخ جيدًا، لم يتعلموا من دروس الماضي، لم يدركوا أن هذه الأساليب لم تفلح يومًا مع مصر، ولن تفلح أبدًا.
مصر ليست ساحة مفتوحة، وليست دولة رخوة، وليست لقمة سائغة تنهشها الكلاب. إنها الحصن الذي لا يُخترق، والدولة التي لا تهزم، والمقبرة التي تُدفن فيها كل المؤامرات قبل أن تبدأ.
كل من حاول المساس بمصر، كان مصيره الهلاك. من الفرس إلى التتار، من الاستعمار إلى الإرهاب، جميعهم انتهوا، ومصر بقيت وستبقى. اليوم، يظهر أعداء جدد، يحملون نفس الحقد القديم، يستخدمون نفس الأساليب الفاشلة، يظنون أن بإمكانهم تحطيم هذا الصرح العظيم، لكنهم لا يدركون أنهم يكتبون نهايتهم بأيديهم.
مصر حين تتحرك.. لا تترك أثرًا لأعدائها
مصر لا تهدد، مصر تفعل. وحين تتحرك، فإنها تدمر كل من يتآمر عليها. جيشها لم يُهزم، ولن يُهزم، فهو القوة التي تحمي الأرض والعرض، وهو الدرع الذي تتكسر عليه كل المؤامرات. لا يعرف الخضوع، ولا يعرف الاستسلام، وإن تحرك، احترقت الأرض تحت أقدام أعدائه.
شعبها ليس شعبًا ضعيفًا، بل كتلة نار تحرق الخونة، شعب لا يُخدع، ولا يُباع، ولا يُشترى. حاولوا خداعه بالإعلام، وحاولوا إغراءه بالمال، وحاولوا تشتيته بالأكاذيب، لكنهم فشلوا كما فشل كل من سبقهم.
إلى كل متآمر جبان.. مصر ليست للبيع
إلى كل من يتربص بمصر، إلى كل من يمول المرتزقة، إلى كل من يخطط في الخفاء، إلى كل من يعتقد أن بإمكانه تركيع هذا الوطن العظيم، افهموا الحقيقة قبل فوات الأوان:
مصر لا تُركع.. بل تركع أمامها المؤامرات.
مصر لا تُباع.. بل تشتري بدمائها حريتها وعزتها.
مصر لا تُهدد.. بل تُسحق من يتجرأ على المساس بها.
لقد حاول الأقزام من قبلكم، وحلم الجبناء من قبلكم، وتآمر الخونة من قبلكم، فماذا كانت النتيجة؟ اندثروا جميعًا، وبقيت مصر. لا تعيشوا في الأوهام، لا تحلموا بما لا يمكن تحقيقه، لا تراهنوا على سقوط مصر، لأنكم إن فعلتم، فقد حكمتم على أنفسكم بالهلاك.
نهاية كل من يعادي مصر واحدة.. الفناء
من يقترب من مصر، فلينظر إلى مصير من سبقوه. من يفكر في زعزعة أمنها، فليقرأ التاريخ جيدًا. من يخطط لتخريبها، فقد وقع في الفخ الذي لن يخرج منه حيًا.
هذه الأرض لا تعرف الخوف، لا تعرف الضعف، لا تعرف الاستسلام. لا تهتز أمام العواصف، ولا تسقط أمام التهديدات، ولا تساوم على كرامتها. هذه هي مصر العظمى، من يقترب منها يحترق، ومن يعاديها يُدفن، ومن يحلم بإضعافها، يموت بغيظه.
رسالة إلى العالم.. مصر خط أحمر
ليعلم الجميع، القريب والبعيد، الحليف والعدو، أن مصر خط أحمر، أن جيشها خط أحمر، أن كرامتها خط أحمر. لا تقتربوا، لا تحاولوا، لا تظنوا أننا سنسامح أو نغفر، لأن من يعبث بأمن هذا الوطن، فإنه يحفر قبره بيديه.
حاولوا كما يحلو لكم، أنفقوا أموالكم كما تشاؤون، جندوا من تشاؤون، لكن لا تنتظروا إلا الخراب لأنفسكم، لأن نهايتكم ستكون هنا، على أعتاب مصر، كما كانت نهاية كل من سبقكم.
مصر لن تسقط أبدًا، مصر لن تُركع أبدًا، مصر لن تُهزم أبدًا. ومن يقترب منها، فليكتب وصيته، لأن ساعة الحساب قد اقتربت.. ونار الغضب ستبتلع كل من تجرأ على هذا الوطن.
--------------------------
بقلم: محمد عبدالمجيد هندي