28 - 03 - 2025

نبضة | مع الحبيب والأربعين النووية (7)

نبضة | مع الحبيب والأربعين النووية (7)

نعيش اليوم السابع من رمضان مع كلام الحبيب وحديث يدعونا إلى الإحساس بالآخرين وعدم الإنغلاق على أنفسنا، يدعونا لمساعدة الغير وفك الكربات وهو حديث لو إتبعناه لتحقق الأمن والسلم وساد الحب العلاقات، فلن يحقد فقير يمر بأزمة لأنه يعلم أن الغنى سند له، ولن يحسدك أحد على مالديك من خير لأنه يعلم أن له فيه نصيبا.

والحديث يدعونا للعلم ويحضنا على عمارة المساجد وتلاوة القرآن، وهى أمور تعيننا وتشرح صدورنا وتبصرنا بأمور ديننا ودنيانا، وبذلك يكون العمل يما جاء فى الحديث من مساعدة الناس يسيرا.

عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة، والله فى عون العبد ماكان العبد فى عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، ومااجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إالا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطؤ به عمله لم يسرع به نسبه". رواه مسلم.

قوله صلى الله عليه وسلم "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" يدل على إستحباب مساعدة أصحاب الكرب والابتلاءات قد يكون الكرب دينا يهدد صاحبه بالحبس أو مرض يعجز عن علاجه أو حادث طارئ قلب حياة كانت مستقرة .

والحديث وضع تيسير كربة من كرب الدنيا يقابله تفريج كربة من كرب يوم القيامة، وقد يخطر على بال من يستمع للحديث أن الله جعل الحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء، فلماذا لايقابل تفريج كربة من كرب الدنيا تفريج عشر كرب من كرب الآخرة. والرد على ذلك بأن كرب يوم القيامة تشتمل على أهوال كثيرة وأحوال صعبة  تزيد عن العشرة وأضعافها ولا مغيث إلا الله، والحديث يحثنا على فك الكرب كأفضل الأعمال ويحمل بشارة ووعدا من الله بتفريج كرب يوم القيامة يوم لاينفع مال ولابنون.

والحديث يدعونا للستر وعدم كشف عورات الناس وإستحباب ستر المسلم إذا اطلع عليه وهو على معصية أو فاحشة، يقول الله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة) النور-19

وإشاعة الفاحشة ساعدت وسائل التواصل الاجتماعى فى نشره بشكل مرعب، مما يستوجب تربية رقمية نعلم أبائنا كيفية التعامل مع مايصلهم من بوستات وفيديوهات فاضحة.

ويشتمل الحديث على دعوة فى طلب العلم يقول الله تعالى فى الحض على طلب العلم

(فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يحذرون) التوبة -122.

والحديث يدعو لعمارة المساجد وتلاوة القرآن والجزاء سكينة وطمأنينة (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد-28

وقوله صلى الله عليه وسلم ومن بَطُؤ به عمله لم يسرع به نسبه يضع معيار المحاسبة هو العمل

قال الله تعالى ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) الحجرات - 13
-------------------------->
بقلم: نجوى طنطاوي

حلقات مع الحبيب والأربعين النووية

مقالات اخرى للكاتب

نبضة | مع الحبيب والأربعين النووية (27)