18 - 05 - 2025

حماس تدرس الفوائد المحتملة لعقد صفقة مباشرة مع إدارة ترامب

حماس تدرس الفوائد المحتملة لعقد صفقة مباشرة مع إدارة ترامب

اقترح مسؤول أمريكي خلال اجتماع مؤخرًا بين حركة حماس ومفاوض أمريكي أن يتم تبادل الرهينة الأمريكي المتبقي، إيدان ألكسندر، وعدد من الأسرى الأحياء لدى حماس مقابل تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة شهرين واستئناف المساعدات الإنسانية للقطاع. وكان هذا الاقتراح واحدًا من خيارات عدة نوقشت كسبيل للمضي قدمًا خلال محادثات جرت مؤخرًا في قطر بين مسؤولين أمريكيين وقادة من حماس، وفقًا لمصادر مطلعة على المفاوضات تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها نظرًا لحساسية القضية الدبلوماسية. 

كما طُرحت على الطاولة مبادرة قدمها ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للشرق الأوسط، تقضي بتمديد وقف إطلاق النار الحالي لمدة 50 يومًا تقريبًا، حتى نهاية عطلات رمضان وعيد الفصح اليهودي، وقد وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ما أسماه “خطة ويتكوف”، والتي تبدأ بإطلاق سراح نصف الرهائن المتبقين وتنتهي بالإفراج عن الباقين. 

لكن وقف إطلاق النار، الذي بدأ أواخر يناير، يبدو هشًا بشكل متزايد، في حين بقي سكان غزة محرومين من المساعدات الإنسانية منذ أن أوقفتها إسرائيل الأسبوع الماضي، وقد رفضت حماس اقتراح ويتكوف لكنها لم ترد فورًا على الخيارات الأخرى، وفقًا لمصادر مطلعة على موقف الحركة. 

وقالت المصادر إن حماس تدرس الفوائد المحتملة لعقد صفقة مباشرة مع إدارة ترامب، لكنها لا تزال تصر على أن الهدف النهائي للمفاوضات يجب أن يكون الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة وإنهاء الحرب بشكل دائم، إلى جانب الإفراج النهائي عن الرهائن، وفقًا للاتفاقية التي وقعها الطرفان في يناير. 

وقال مسؤول عربي مطلع على المفاوضات إن اجتماعًا مباشرًا واحدًا فقط عقد مع حماس، بينما قال دبلوماسي مطلع على الأحداث إن هناك جولات عدة من المحادثات جرت بين آدم بوهلر، المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، والقيادي البارز في حماس خليل الحية في العاصمة القطرية الدوحة. وأضاف الدبلوماسي أن هذه المناقشات كانت اجتماعات مباشرة وثنائية بين الجانبين، ولم يتم تنظيمها من قبل قطر. 

ورفضت إسرائيل الدخول في مفاوضات جوهرية كان من المفترض أن تبدأ قبل انتهاء وقف إطلاق النار الحالي، وأشارت إلى أنها تستعد لاستئناف القتال حتى القضاء على جميع ما تبقى من عناصر حماس. وتم التفاوض على شروط الاتفاقية بشكل غير مباشر بين إسرائيل وحماس على مدار أكثر من عام بوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر، دون أي اتصال مباشر بين الولايات المتحدة أو إسرائيل مع حماس، التي تُصنف كمنظمة إرهابية. 

وأكد ترامب، يوم الخميس، وجود محادثات مباشرة، وقال للصحفيين في المكتب البيضاوي: “نجري مناقشات مع حماس” بشأن الرهائن الأمريكيين والإسرائيليين على حد سواء، لكنه نفى أي مزاعم بأن الولايات المتحدة عرضت دفع أموال مقابل إطلاق سراحهم، قائلًا: “لن نقدم أموالًا نقدية”. 

وأضاف ويتكوف خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: “كل الرهائن مهمون للإدارة، لكن إيدان ألكسندر أمريكي… لذا فهو أولوية قصوى بالنسبة لنا”. وقال ويتكوف، الذي يخطط لزيارة المنطقة الأسبوع المقبل: “نأمل أن نرى سلوكًا جيدًا الأسبوع المقبل، وسأتمكن من الدخول إلى هناك وإجراء محادثات”، ولم يتضح ما إذا كان يخطط للقاء حماس مباشرة. وأضاف: “نحن مستعدون للحوار، لكن إذا لم ينجح الحوار، فإن البديل لن يكون جيدًا لحماس”. 

وغالبًا ما تفاخر ترامب بقدرته، مقارنة بالإدارات السابقة، على إعادة الأمريكيين المحتجزين كرهائن أو الذين يعتبرون مسجونين ظلمًا في جميع أنحاء العالم. ففي فبراير الماضي، أُطلق سراح ستة أمريكيين مسجونين في فنزويلا بعد أن سافر مبعوث ترامب، ريتشارد غرينيل، إلى كراكاس للقاء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي تعتبره الولايات المتحدة رئيسًا غير شرعي. وبعد ذلك بأسبوعين، أُفرج عن مارك فوجيل، مدرس أمريكي كان مسجونًا في روسيا بتهمة تتعلق بالمخدرات منذ عام 2021، حيث نُقل مباشرة إلى البيت الأبيض لعقد اجتماع متلفز مع ترامب بعد مفاوضات جرت في موسكو بين ويتكوف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي كلا الحالتين، قال ترامب إن الرئيس الأمريكي جو بايدن فشل في إعادتهما إلى الوطن. 

وقال بوهلر لعائلات الرهائن المجتمعين خلال حفل أقيم يوم الخميس في وزارة الخارجية الأمريكية بمناسبة قانون 2023 الذي أعلن يوم 9 مارس “يوم الرهائن والمحتجزين ظلماً في الولايات المتحدة”: “لا يوجد شيء أكثر أهمية لهذا البلد من أن يعرف الجميع أنه إذا كانوا في الخارج وتعرضوا للاختطاف، فإن بلادهم ستقف إلى جانبهم”. وأضاف أن ترامب “جعلها أولوية حاسمة له ولإدارته”. 

ويُعد ألكسندر، المواطن الأمريكي-الإسرائيلي البالغ من العمر 20 عامًا من نيوجيرسي وعضو جيش (الاحتلال) الإسرائيلي، آخر أمريكي لا يزال محتجزًا في غزة، إلى جانب حوالي 24 أسيرًا آخرين أحياء بعد عمليات إطلاق سابقة، ولا تزال جثث أربعة أمريكيين متوفين محتجزة لدى حماس. 

وعقد ترامب يوم الأربعاء اجتماعًا وصفه ويتكوف بالعاطفي مع رهائن أمريكيين وإسرائيليين تم إطلاق سراحهم.  وبعد ذلك بوقت قصير، نشر الرئيس على وسائل التواصل الاجتماعي مهددًا بأن هناك “ثمناً باهظًا” ستدفعه حماس إذا لم تطلق “جميع الرهائن الآن، وليس لاحقًا”. وأضاف: “وإلا فالأمر قد انتهى بالنسبة لكم… أنتم أموات”. وأكد ترامب أن الولايات المتحدة سترسل إلى إسرائيل “كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة” وتدمير حماس إذا لم يتم الإفراج عن جميع الرهائن. 

بينما فكر مسؤولو إدارة بايدن العام الماضي في الاجتماع مع حماس بعد تعثر المفاوضات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، فإن كلا من إدارته وحماس تراجعا في نهاية المطاف، وفقًا لمصادر مطلعة على المفاوضات.  

وقد تم التوصل إلى الاتفاق المكون من ثلاث مراحل وتوقيعه من قبل كل من حماس وإسرائيل قبل أيام من تنصيب ترامب، بعد أن تدخل للضغط على إسرائيل لدفع الاتفاق إلى الأمام. وأعادت القوات الإسرائيلية انتشارها من المناطق المأهولة في غزة إلى مناطق عازلة على الحدود، في المرحلة الأولى من الاتفاق الذي وصفه ترامب بأنه “تاريخي”، وتم الإفراج عن 33 رهينة مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.  كما زادت المساعدات الإنسانية، التي كانت إسرائيل قد فرضت عليها قيودًا شديدة لعدة أشهر، بشكل كبير، وكان من المفترض أن يستمر وقف إطلاق النار المؤقت هذا لمدة ستة أسابيع، لكنه انتهى السبت الماضي. 

وبموجب الاتفاق، كان من المقرر أن يستمر وقف إطلاق النار خلال المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، والتي تتضمن الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة، وإنهاء الحرب.  أما المرحلة الثالثة، فتهدف إلى تشكيل حكومة جديدة غير تابعة لحماس في غزة والبدء في إعادة إعمار القطاع المدمر.
--------------------------------
واشنطن بوست