الحب أسمى العواطف الإنسانية وهو نقيض البغض، وهو تجربة شعورية بالغة السمو حيث يرتبط نشوء الشعور بالحب بمشاعر الانغماس فى عالم آمن ودافئ ومشبع تماما بالسعادة ومنتهى السرور, والحب تجربة حية، ومن ذاق الحب عرف ومن عرف اغترف
ويحدثنا جلال الدين الرومي عن الحب فيقول:
* عندما شعرت بالحب لأول مرة بدأت البحث عنك، كنت أعمى لأنى لم أكن أعلم أن الحبيبين لا يلتقيان لان أحدهما يعيش دائما فى الآخر
* الحب ليس تعويضا عن النقص، فالحب هو شبع الروح
* حين يشع نور الحب فى القلب، فذاك يعنى أن هناك إحساسا بالحب فى القلب الآخر
* لا تكن بلا حب كى لا تشعر بأنك ميت، ولكن مت فى الحب وابق حيا للأبد
* إن الحب لا يمكن تفسيره، فهو يفسر كل شيئ
وفى كتابه الفريد طوق الحمامة يقول ابن حزم:
الحب اعزك الله أوله هزل وآخره جد، دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها الا بالمعاناة...
ويقول أيضا: محبة العشق الصحيح المتمكن من النفس، فهى التى لا فناء لها إلا بالموت
ويقول الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه:
أن الله يقذف الحب فى قلوبنا فلا تسأل محبا لماذا احببت
والإمام علي ضرب أرقى الامثلة فى حبه لزوجته فاطمة الزهراء رضى عنها وأرضاها، فهو من غار عليها من عود الأراك وانشد:
حظيت يا عود الأراك بثغرها
أما خفت ياعود الأراك أراك
لو كنت من أهل القتال قتلتك
ما فاز منى يا سواك سواك
وهو من رثاها بعد انتقالها إلى رحاب ربها قائلا:
حبيب ليس يعدله حبيب
وما لسواه فى قلبى نصيب
حبيب غاب عن عينى وجسمى
وعن قلبي حبيبى لا يغيب
ويقول الإمام الشافعى:
فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير فى ود يجيء تكلفا
ويقول أيضا:
مرض الحبيب فعدته
فمرضت من حذرى عليه
فأتى الحبيب يعودنى
فشفيت من نظري إليه
ويقول أديب الوجه القبلي فتحى عبدالسميع:
كل الجوائز يمكن أن يصيبها الفساد إلا القلوب التى تحبك وتسعى اليك دون غرض.
ولعل أعظم وأشرف وأسمى أنواع ودرجات الحب هو حب الله، فسبحانه وتعالى يحب المحسنين والمتطهرين والمتقين والصابرين
والحب فى الله من أجل وأرقى أنواع الحب، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال:
ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وان يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وان يكره أن يعود للكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف فى النار.
واعطانا سيدنا أبو بكر الصديق درسا بليغا فى الحب ، عندما رافق الرسول صلى الله عليه وسلم فى رحلة الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة عندما عطش النبى فقدم له أبو بكر اللبن وقال كلمات تغنى عن الف قصيدة حب:
شرب النبى فأرتويت أنا
اللهم وفقنا لحبك وحب حبيبك صلى الله عليه وسلم ، واجعلنا من أصحاب القلوب النقية التى تحمل الحب والخير للجميع.
---------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج