18 - 05 - 2025

تقرير "الكرامة": غزة تحت نيران الإبادة ومعاناة الفلسطينيين تتفاقم رغم وقف إطلاق النار

تقرير

أصدرت منظمة الكرامة لحقوق الإنسان، ومقرها جنيف، تقريرها السنوي لعام 2024، الذي يأتي متزامنًا مع مرور عشرين عامًا على تأسيسها، مسلطًا الضوء على مجمل الأوضاع الحقوقية في العالم العربي، بما يشمله من انتهاكات جسيمة وتأثيراتها على المجتمعات في مختلف أرجائه.

ويمثل التقرير السنوي هذا العام إضافة نوعية، حيث يجمع كافة البيانات الحقوقية التي عملت عليها المنظمة على مدار العام، بما في ذلك الشكاوى الفردية والتقارير المقدمة إلى الهيئات الدولية، فضلًا عن بيانات المناصرة والتوعية بحقوق الإنسان في المناسبات المختلفة التي أقرتها الأمم المتحدة لتعزيز ثقافة الحقوق والحريات.

وأكد المحامي رشيد مصلي، مدير منظمة الكرامة، أن التقرير يعكس التزام المنظمة الراسخ بإيصال أصوات الضحايا إلى العالم، مشيرًا إلى أن المنظمة تعمل على توثيق الشهادات المروعة والانتهاكات الجسيمة ورفعها إلى الجهات الدولية المختصة، بهدف التصدي للقمع والظلم. 

وأضاف مصلي: نواصل كفاحنا رغم التحديات ضد كافة أشكال انتهاك الحق في الحياة والتعذيب والاحتجاز التعسفي، ونسعى إلى الوصول إلى الحقائق من خلال الضحايا وذويهم والمدافعين الشجعان عن حقوق الإنسان.

وخصص التقرير السنوي حيزًا كبيرًا لما وصفه بـ”حرب الإبادة الجماعية” التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار لم ينهِ معاناة الشعب الفلسطيني، بل فاقمها بسبب الحصار والعنف المستمر، حيث دُمرت حياة الآلاف من الأبرياء تحت وطأة العمليات العسكرية الوحشية. 

وفي هذا السياق، شدد مصلي على أن “المأساة الفلسطينية ليست مجرد مأساة أرض منكوبة، بل هي انعكاس لحالة حقوق الإنسان في العالم العربي، حيث تتكرر الانتهاكات بوتيرة مقلقة، بينما تبقى الحقوق الأساسية حلمًا بعيد المنال، يُسحق تحت قبضة أنظمة تسعى فقط لإحكام سيطرتها”.

وأشار التقرير إلى أن العديد من الحكومات العربية، بدلًا من تبني مسار المصالحة والإصلاح، اختارت تصعيد القمع وخنق أي تعبير عن التضامن، لا سيما مع القضية الفلسطينية، عبر إسكات الأصوات المعارضة والتضييق على حرية التعبير.

ويقدم التقرير ملخصًا لأبرز القضايا الحقوقية التي عملت عليها المنظمة، مع استعراض حالات نموذجية تعكس طبيعة الانتهاكات المنتشرة في المنطقة.

يذكر أن منظمة الكرامة، التي تأسست عام 2004، تعد من أبرز المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان في العالم العربي، حيث تعمل على توثيق الانتهاكات الجسيمة، مثل الإعدام خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري والتعذيب والاعتقال التعسفي، وتسعى لربط الضحايا بالآليات الدولية لضمان تحقيق العدالة وحماية الكرامة الإنسانية.