03 - 05 - 2025

أبو تريكه رضى الله عنه

أبو تريكه رضى الله عنه

تابعت كما تابع الملايين موقعة ظهور اللاعب الشهير "محمد أبوتريكة" فى إعلان ستاد الأهلي المزمع إقامته وتم الإعلان عن تصميمه قبل أيام من الآن.

فى الواقع رصدت على مهل المؤيد والمعارض لظهور نجم رياضي اختار ان يعيش فى منفى خارج الوطن دون أن يدافع عن تهم سواء كانت واقعية او مغرضة كما يقول البعض.

الحقيقة كاتب هذا المقال هو أكثر شخص يدافع عن حرية الرأى والعقيدة والأيدلوجية ويعتبرها خطا أحمر لكل شعب متحضر، ومن حق أي مواطن شريف أن يفكر كيفما يشاء , لكن فى واقعة أبوتريكة ورفاقه الوضع مختلف بعض الشىء.

أولا هل الانتماء لجماعة قالت فى مبادىء تكوينها العشر قبل 85 عاما من الآن ان الجهاد بالأيدي وحمل السلاح هو أعلى انواع الجهاد، هل هذا الانتماء هو انتماء لفكر او أيدولوجية أو يمكن مناقشته ما بين مرفوض ومقبول.

وهل من يعتبر سيد قطب هو المبشر بنصرة الاسلام وهو الذى كفر فكرة الوطن من الأساس وقال ان الخلافة والدوله الدينية الواحدة هى عنوان الحكم الإسلامي برغم أن سيد البشرية محمد رسول الله لم ينشيء دولة دينية فى المدينة رغم دخول الإسلام وقوة شوكته فيها، هل من يردد ذلك هو حامل فكر يجد من يدافع عنه ؟

هل هذه هى السابقة الاولى لمن ينتمى لهذا الكيان الرياضى، قطعا لا وحيث أن هناك أحكام صدرت بحق أعضاء مجلس إدارة لانتمائها لنفس الفكر وانتشار هذا الفكر داخل نجوم الصف الأول لهذا الكيان، ولازالت صور هؤلاء النجوم على منصة رابعة العدوية ملء محركات البحث على الشبكة العنكبوتية.

برغم حبنا واحترامنا لموهبه هنا وهناك، ولكن هل من حق القيادة السياسية العفو عن اتهامات قالت محكمة النقض فى حق البعض دون أن تعفو عن الآلاف من أصحاب الأحكام المشابهة وحتى شباب صغار تم اختطاف أفكارهم  وهم صغار وسط استغلال لحبهم لدينهم وقشرية ثقافتهم ؟

وللحقيقة ونقولها ورزقنا على الله، هل أجهزة الدولة تسير وفق مسطرة موحدة فى التعامل مع أعضاء هذه الجماعة، فالحديث عن السماح للنجم المشار اليه بالموافقة على تصويره الإعلان والموافقة على إذاعته تجعلنى أنظر إلى الموضوع بحيرة شديدة للغاية، نفس الاجهزة غضبت منا يوما ان تحدثنا عن رئيس مدينة وحى فاسد وكفرتنا واعتبرتنا خارجين عن سياق ما تريده وهى التى سمحت للنجم بتصوير إعلان ترويجي، وهو الذى رفض يوما مصافحة "المشير حسين طنطاوى" رحمه الله عليه ذلك القائد البطل  الذى دافع عن وطنه بسلاحه وظل محاصرا داخل تبه فى سيناء 40 يوما، وقت كان هذا النجم وغيره يجرى فى الشارع خلف بائع "غزل البنات " وهى نفس الأجهزة التى تصمت عما يحدث من تغلغل لأعضاء هذه الجماعة فى جامعات الصعيد ووصلت بهم إلى أعلى المناصب.

عزيزى الشاب المشجع الكروي المندفع بهدف لنجم هنا وهناك، هناك هدف أغلى وأعز مليون مرة، هدف حماية الوطن وعدم التسامح مع من أهان رموزه وإن اختلفت أنت معها، فهى فى النهاية رموز وعدم التسامح لمن استضاف بمقر اقامته من كفر وتآمر، بل تلوثت يديه باللون الاحمر من أجل مصلحة جماعة لم تدخل وطنا إلا وتركت خلفها خرابا ودما وثأرا. 

المبادئ لا تتجزأ، أقولها ولا أخشى إلا الله، إذا أردتم مصالحة ومصافحة أبو تريكه، صالحوا واصفحوا عن كل الشباب المتهم بالتهم ذاتها، بل لم يرق أحدهم إلى نصف هذه التهم، إذا أردتم النسيان فليكن النسيان لكل شيء لا ننتقى من نسامحهم وننسى إساءتهم إلا لو كانوا صحابة ورسلا. 

ووقتها سأستغفر ربى وأقول:  محمد ابوتريكه رضي الله عنه.
-------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ

مقالات اخرى للكاتب

رأي | لمؤاخذة ... قنا يا حكومة