استقبل بطريرك القدس، كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، في مقر البطريركية يوم الثلاثاء "النظيف" من الأسبوع الأول للصوم الأربعيني المقدس، وزيرة الثقافة في الجمهورية اليونانية، السيدة لينا مندوني، برفقة بعض معاونيها من المكتب الوزاري والقنصل اليوناني العام في القدس، ذيميتريوس أنجيلوسوبولوس.
خلال اللقاء، أعرب عن قلقه العميق إزاء الحرب المستمرة في غزة، داعياً إلى إنهاء معاناة الأبرياء واستعادة الاستقرار عبر الجهود الدبلوماسية. وأبرز ألمه إزاء معاناة الأطفال، مستشهداً بقول المسيح: “دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات” (متى 19: 14)، مشدداً على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى المنكوبين خاصةً بعد توقفها مؤخراً مما زاد من معاناة المحتاجين.
وأكد التزام البطريركية الثابت بالحفاظ على الوجود والتراث المسيحي في الأرض المقدسة، مشيراً إلى أن رسالة الكنيسة الأرثوذكسية الموكلة من المسيح هي أن تكون نوراً في العالم، شاهدةً على التاريخ والإيمان الراسخ في أرض قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.
وأوضحت الوزيرة احترامها العميق للأراضي المقدسة، مستعرضةً أهداف زيارتها التي شملت تفقد المعالم البيزنطية في القدس ورام الله التي تحتاج إلى صيانة عاجلة. وقد رحبت البطريركية الأورشليمية بهذه الجهود الحيوية الهادفة للحفاظ على التراث المسيحي.
وفي فترة ما بعد الظهر، زارت الوزيرة كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة في الدير المركزي وأرشيف البطريركية، حيث تُحفظ الأيقونات والقطع الأثرية التاريخية الثمينة بعناية. وتحت إشراف السيد ستافروس أندريو، المتخصص في الترميم الكنسي، تم فهرسة هذه القطع الثمينة – بما في ذلك الوثائق التاريخية التي تعود إلى الفترة العثمانية – لضمان حفظها للأجيال القادمة.
وفي اليوم التالي، شاركت السيدة مندوني في قداس البروجيزميني السابق تقديسه في موضع الجلجلة المقدس داخل كنيسة القيامة، حيث ترأس الخدمة سيادة رئيس أساقفة هيرابوليس، كيريوس إيسيذوروس. وفي هذا المكان المقدس، تأملت الوزيرة رحلة الصوم الكبير بصمت ودعاء.
كما زارت الوزيرة فيما بعد مزار قبر السيدة العذراء في دير جثسيمانية ودير الصليب المقدس، حيث أعلنت البطريركية عن إنشاء مركز الدراسات والأبحاث اللاهوتية، الذي يمثل منارة للدراسات المسيحية، مرددةً كلمات الرسول القديس بولس: “إذن أيها الإخوة، اثبتوا وتمسكوا بالتعاليم التي سلَّمناها إليكم” (2 تسالونيكي 2: 15).
