لا يمكن أن يكون هذا إعلاماً ..أن ينفرد شخص ، بلا أي قدرات شكلية أو موضوعية ، لساعات بلا عدد ، كي ينفث الكراهية ويسمم عقل الناس بالأكاذيب الفجة ، ولا يتورع عن الشتائم والبذاءات تجاه أشرف الناس بإدعاء وطنية تتباعد عنه وتنأي ، وبلا وازع ديني أو أخلاقي.
تلك الظاهرة المشوهة مرض أصاب المجتمع ، ولا بد من مكافحته ، رغم انصراف أغلب الناس عن متابعتها ، إلا لمن يريد متابعة فواصل كوميدية تثير الضحك ، بقدر ما تثير الغثيان.
ولا أظن أن عاقلا يمكنه أن يتصور أن تلك العاهات التي أصابت الخطاب العام يمكن أن تمثل دفاعاً عن أي نظام حكم ، بل هي وثيقة اتهام إذا ثبت جانب العمد في نشرها وإتاحتها ، لأنه في تلك الحالة سيكون بمثابة من أطلق كلاباً مسعورة من عقالها كي تعقر المارة الأبرياء ، وتزحم الفضاء العام بضجيج النباح المستمر المزعج.
ورغم أني عادة لا أهتم بمتابعة تلك النوافذ المفتوحة للردح وقذف المارة بالطوب ، إلا أن المصادفة تسوق تلك الآفات سوقاً ، خاصة وقد ظنت في نفسها قدرات خارقة ، فتجرأت تحتجز لنفسها مساحات علي الشبكة العنكبوتية في إصرار عجيب علي نشر فيروساتها في أوسع نطاق ممكن .
وفي الغالب كلما صادفت ذلك العي ، أصاب بحالة من الضحك الممرور الذي يشبه القيئ ، حزناً علي ثقافة حجزت لهذا الوطن قوة ناعمة هائلة ، تكاد تلك الكائنات التي تسللت من شقوق الخرائب أن تبددها .
------------------------
بقلم: معصوم مرزوق
* مساعد وزير الخارجية الأسبق