قبل أيام كتب نجيب ساويرس على صفحته على منصة إكس ما نصه: "أنا مصري أولا و عربي ثانيا ..لا خلاف علي عروبتنا و بالتالي لا داعي لإضافة ، لأنها لغتنا و تجمعنا جميعا"، وذلك تعقيبًا منه على وصف مصر بالعربية فى تعريف مصر بأنها (جمهورية مصر العربية)! فالرجل كمثل سائر (الكمايتة) يريد إسقاط كلمة العربية من وصف مصر! ولولا أنى أعلم فطنة ساويرس لقلت لعلها كانت منه سقطة أو زلة أو عفو خاطر، وإنى فى هذه المقالة القصيرة لست أكتب لأرد على ساويرس أمنيته ورجاءه، بل أكتبها تنبيهًا للغافل الذى يحسب نفسه كيميتيًّا كابرًا عن كابر، وأنه من نسل رمسيس الثانى (إن قطعنا بأن رمسيس مصرى خالص المصرية) فينخدع بدعوة ساويرس ودعاة (الكَمْيَتَة) لإسقاط كلمة (العربية) من تعريف مصر، ويظن كما زينوا لقلبه الطيب أنه إذا محا اسم العرب من نسب مصر، وإذا رد رسالتهم التى بها جاؤوا قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان فستعود من بعدها (كيميت) تضىء الأرض حضارة ورُقيًّا! فأقول لهؤلاء المخدوعين الطيبيبن إن غاية القوم أبعد مدى من إسقاط الصفة (العربية) عن مصر، وإنهم حين يقولون بأفواههم أسقطوا العربية عن اسم مصر فإن أعينهم تطمح إلى ما وراء ذلك وهو إسقاط الرسالة التى حملها العرب إلى مصر يوم الفتح، بل هم يرومون إسقاط اسم الإسلام ذاته من الدستور المصرى، بل إن فريقًا منهم ليسعون إلى إخراجه من (كيميت) كلها، وهم يجهرون بذلك كلما واتتهم الريح رخاء بما يشتهون.
فاليوم هم يملؤون أذنيك بإسقاط صفة (العربية) ويصمون أهلها بالجهالة والجلافة ليبغض قلبك الانتساب إلى اسم العرب، فإذا قَبِلت ذلك منهم قيل لك فإن كنت قد قطعت صلتك بالعرب فلماذا لازلت تنطق بلسانهم؟! فيهجر الناس لسان العرب، فإذا قطعوا ما بينهم وبين العرب من نسب ولسان فسيقال لهم: "إن كنا قد تبرأنا من نسبتنا إلى اسم العرب، وهجرنا لسان العرب، فلماذا نقيم على دين جاء به العرب من صحراء العرب؟! فاهجروه أيضًا ودينوا بديانة آبائكم الأولين"! وهذه هى أعظم غاياتهم التى يرومونها ويستترون بمناوأة العربية لبلوغها، فإنه إذا نُحيت العربية من أمام الإسلام انكشف هو للطاعنين، وتخلى به الشانئون، ونال منه المبغضون.
ولعل امرأً يظن أن هذا الذى قلته إنما هو توهمات أتوهمها من تلقاء نفسى، أو افتراءات أفتريها على القوم، كلا، بل هو تدرج واستدراج يتبعونه رويدًا رويدًا، وإنهم ليعلنون ذلك على المواقع والمنصات والقنوات ولا يسرونه، فالغافل من تغافل عنه.
فسواء كنت أيها المصرى ذا نسب مصرى قح كما تشتهى وتفاخر (وما أظن أن مصريًّا واحدًا لم يمازج سلالته عنصر أو أكثر غير مصرى) أو كنت ذا نسب عربى أو يونانى أو رومانى أو تركى أو مختلط بين هؤلاء جميعًا، فلتعلم أننا إذ ندعوك اليوم إلى الاستمساك بالعربية اسمًا ولسانًا وصبغة فلسنا ندعوك إليها لعصبية مذمومة ولا لمباهاة مرذولة ولا لإلغاء كل عنصر غير عربى، بل هو استعصام بالجدار الأخير الذى إذا تم لهم ثلمه ونقضه صارت الطريق ذُلُلًا إلى ثلم الإسلام فى مصر ونقضه عروة عروة.
فلتنتسب أخى المصرى إلى العنصر المصرى كيف شئت، ولتفاخر بنسبك الكميتى كيف شئت، لكن اليوم فاجعل العربية درعًا وجُنَّة بينك وبين هؤلاء ، فلا يخلصون إلى دينك الذى لا نختلف عليه وإن اختلفت أنسابنا وأعراقنا.
-----------------------------
بقلم: محمد زين العابدين
[email protected]