18 - 05 - 2025

الجارديان: زعماء عرب يؤيدون خطة بقيمة 53 مليار دولار لإعادة إعمار غزة

الجارديان: زعماء عرب يؤيدون خطة بقيمة 53 مليار دولار لإعادة إعمار غزة

يركز الاقتراح على الإغاثة الطارئة والتنمية الاقتصادية طويلة الأجل تحت إدارة السلطة الفلسطينية

صادق القادة العرب على خطة بقيمة 53 مليار دولار لإعادة بناء غزة تحت الإدارة المستقبلية للسلطة الفلسطينية ، في محاولة متسارعة لتقديم بديل لفكرة دونالد ترامب حول خطة تطوير العقارات، والتي تضمنت نقل السكان الفلسطينيين والتي تعرضت لانتقادات واسعة النطاق باعتبارها تؤيد التطهير العرقي.

لكن احتمالات سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة لا تزال بعيدة كل البعد عن اليقين، مع استبعاد إسرائيل لأي دور مستقبلي للسلطة، وإغلاق ترامب لمكتب الاتصال التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن خلال ولايته الأولى بينما عزز دعمه لإسرائيل.

وركز الاقتراح الجديد، الذي قدم في القمة العربية في القاهرة، على الإغاثة الطارئة وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة والتنمية الاقتصادية على المدى الطويل.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته الافتتاحية للقمة إن خطة إعادة الإعمار التي تتبناها حكومته ستضمن للفلسطينيين "البقاء على أرضهم". وفي وقت لاحق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الهيئة العالمية مستعدة "للتعاون الكامل".

وفي البيان الختامي للقمة، أعلنت القمة اعتماد "خطة عربية شاملة"، وحثت المجتمع الدولي على تقديم دعمه لها.

وقالت إن "كل هذه الجهود تسير بالتوازي مع إطلاق المسار السياسي" نحو إقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما عارضه القادة الإسرائيليون.

ودعت القمة إلى توحيد التمثيل الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وهي المجموعة المظلة التي تشكل القوة السياسية المهيمنة داخل السلطة الفلسطينية - والتي تستبعد حماس.

وفي وثيقة مكونة من 112 صفحة، قدمت الحكومة المصرية صورًا ملونة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لمشاريع الإسكان والحدائق والمراكز المجتمعية، مع خطط لبناء ميناء تجاري ومركز تكنولوجي وفنادق شاطئية ومطار.

ولكن ما لم يتناوله الاقتراح المصري بالكامل هو من سيدير المنطقة المدمرة، حيث أشار مسودة البيان فقط إلى ما أسماه دعم لجنة إدارية فلسطينية.

ومن الأهمية بمكان أن نلاحظ أن هذه الخطة لم تحظ بدعم من القوة المحتلة في غزة: إسرائيل. فقد فشلت الخطط الاقتصادية السابقة في غزة بعد أن خنقتها إسرائيل، التي حاصرت القطاع وقصفته لسنوات. وقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يريد سيطرة دائمة شاملة على كل الأراضي في الأراضي الفلسطينية.

وفي الوقت نفسه، تعرضت حركة حماس داخل القطاع الساحلي لضربات شديدة نتيجة 15 شهراً من الحرب، ولكنها تظل قوة سياسية، ومن غير المرجح أن توافق على عملية تستبعدها.


وقال المسؤول البارز في حركة حماس سامي أبو زهري إن الحركة ترفض أي محاولة لفرض المشاريع على الفلسطينيين.

وأضاف "نحن حريصون على نجاح القمة ونأمل أن تكون هناك دعوة لرفض التهجير وحماية حق شعبنا في مقاومة الاحتلال وحكم نفسه بعيدا عن أي وصاية أو تدخل".

كما أصدرت حماس بيانا، الثلاثاء، دعت فيه القمة العربية في القاهرة إلى "إحباط" تهجير الفلسطينيين من غزة.

وقالت "نتطلع إلى دور عربي فاعل ينهي المأساة الإنسانية التي خلقها الاحتلال في قطاع غزة... ويحبط مخططات الاحتلال لتهجير الفلسطينيين".

ورغم أن الخطة المصرية أقرت بالتحدي الذي تشكله الفصائل المسلحة في غزة، إلا أنها قالت إن القضية يمكن حلها من خلال "عملية سياسية ذات مصداقية" تعيد الحقوق الفلسطينية وتقدم مسارا واضحا للمضي قدما.

إن النظام العسكري في القاهرة والعديد من الدول العربية الأخرى صريح في انتقاده للعنف الإسرائيلي ولكنه يعتبر حركة حماس الإسلامية تهديداً. ولقد فرضت القاهرة منذ فترة طويلة حصاراً على غزة بالتنسيق مع إسرائيل.

وحضر القمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يدير السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب في الضفة الغربية المحتلة، على الرغم من أن نفوذه في غزة محدود.

وحظيت الخطة المصرية أيضًا بدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي حذر سابقًا من التطهير العرقي بعد أن أطلق ترامب خطته "ريفيرا الشرق الأوسط".

وقال جوتيريش في القمة: "أرحب وأؤيد بشدة المبادرة التي تقودها الدول العربية لحشد الدعم لإعادة إعمار غزة، والتي تم التعبير عنها بوضوح في هذه القمة"، وأضاف: "الأمم المتحدة مستعدة للتعاون الكامل في هذا المسعى".

ودعا جوتيريش أيضا إلى استئناف المفاوضات "دون تأخير" بشأن استمرار وقف إطلاق النار الهش في غزة. وقتلت إسرائيل ما يقرب من 50 ألف شخص، بينما لا تزال حماس، التي قتلت ما يقرب من 1200 شخص خلال هجوم أشعل فتيل الحرب الأخيرة، تحتجز رهائن إسرائيليين.

وبينما لا يزال وقف إطلاق النار قائما، سارعت الدول العربية إلى تقديم بديل لخطة ترامب، التي تخشى أن تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، خاصة إذا تم طرد الفلسطينيين في غزة بالقوة.

ودعا ترامب الولايات المتحدة إلى استعمار غزة بشكل فعال وتهجير سكانها إلى الدول المجاورة، بما في ذلك الأردن ومصر، بينما يتم "تطوير" المنطقة.

وأضاف أن "الولايات المتحدة ستستولي على قطاع غزة وسنقوم نحن أيضا بإنجاز المهمة هناك. سنمتلكه".

للاطلاع على الموضوع بالانجليزية يرجى الضغط هنا