جدد الاتحاد الأوروبي موقفه الرافض لأي محاولات لتغيير الواقع الديموغرافي أو الإقليمي في قطاع غزة، مؤكداً التزامه بالمساهمة في تحقيق السلام في الشرق الأوسط وفقاً لحل الدولتين، حيث تعيش فلسطين وإسرائيل جنبًا إلى جنب في سلام وأمن، بعيدًا عن العنف والإرهاب.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، في القمة الاستثنائية لجامعة الدول العربية حول غزة، حيث أعرب عن شكره لجمهورية مصر العربية على استضافة هذا الاجتماع المهم، الذي يجمع المجتمع الدولي والدول العربية سعياً لإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وخارجها.
وأكد كوستا أن الاتحاد الأوروبي يظل ملتزمًا بدعم السلطة الفلسطينية والدول العربية في جهودها، مشدداً على أن احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والنظام العالمي القائم على القواعد يعد اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى.
شدد رئيس المجلس الأوروبي على أن الاتحاد الأوروبي يرفض بشكل قاطع أي محاولات لإحداث تغييرات ديموغرافية أو إقليمية في غزة أو أي منطقة أخرى في العالم، مؤكداً أن هذا الموقف ثابت ويتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والمبادئ الأساسية للاتحاد الأوروبي.
كما دعا جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار وتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، مشيدًا بجهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر، ومعربًا عن أمله في أن تسفر المحادثات الجارية عن نتائج إيجابية تمهد الطريق لإنهاء دائم للأعمال العدائية.
أكد كوستا أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء يدعمون بشكل متزايد الجهود الإنسانية في غزة، من خلال زيادة المساعدات ونشر بعثة EUBAM Rafah عند معبر رفح، مشيراً إلى أن الاتحاد ملتزم أيضاً بدعم برنامج الإصلاح للسلطة الفلسطينية، التي ستلعب دورًا رئيسيًا في إدارة القطاع مستقبلاً.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يستخدم جميع الوسائل الدبلوماسية لتعزيز الجهود الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين، بما في ذلك من خلال “التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين”، مؤكداً أن أي خطة لإعادة إعمار غزة يجب أن تشمل الجوانب الأساسية الثلاثة: إعادة البناء، والإدارة، والأمن.
أعرب رئيس المجلس الأوروبي عن تقديره للجهود التي بذلتها مصر والدول العربية في إعداد خطة إعادة الإعمار، مؤكداً استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم العملي من خلال تعاون وثيق بين الاتحاد، والدول العربية، والمجتمع الدولي.
وأشار إلى أن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط جعلت من جامعة الدول العربية ودولها الأعضاء شركاء أساسيين للاتحاد الأوروبي في مواجهة التحديات الإقليمية وتعزيز الاستقرار.
وفي ختام كلمته، أعرب كوستا عن أمله في أن يكون شهر رمضان المبارك فرصة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط والعالم، قائلاً: “رمضان كريم!”.