أجبت كثيرا علي هذا السؤال ، مؤكدا ان علاقة المواطن مع الرئيس ليست حبا أو كراهية (رغم ان تلك المشاعر واردة بالطبع لأننا بشر في النهاية) ، وإنما العلاقة هي علاقة تعاقدية ينص عليها دستور وقوانين ..
وأتذكر في هذا المقام لقاء مع السيدة كاترين أشتون في شهر مايو 2013 عندما كانت تقوم بزيارات مكوكية " للوساطة " بين جبهة الإنقاذ والرئيس السابق مرسي ، عندما تحدثت البارونة بشكل قد يفهم منه قبولنا لإهانة الرئيس ، قلت لها بشكل حاسم : " تذكري أن الرئيس مرسي لا يزال رئيساً لمصر ولن نقبل أي إهانة له تحت أي ظرف ، رغم أننا لم نعد نريده رئيساً لنا .. أننا نختلف معه ولكننا لا نوافق علي ممارسة أي ضغوط من الخارج عليه ، لأن قرار عزله هو قرار يستقل به الشعب المصري " ..
وقد عاتبني مساعدها – حينذاك - السفير برناردينو ليون (والذي تولي عملية الوساطة في ليبيا بعد ذلك ) مؤكداً أن الليدي آشتون لم تكن تعني إهانة الرئيس ..بينما عاتبني أحد شهود الواقعة مستنكرا دفاعي عن " الرئيس" وهو يذكرني ان اسمي في قائمة إغتيالات ، فكيف أحب الرئيس ؟!
وبينما كنت أخرج من بوابة فندق " فيرمونت " ، فكرت بحزن في حالنا ، وكيف نخفق في إدراك البديهيات ، وفي إدارة الإختلاف بشكل متحضر ..
( نشرت ذلك الجزء الأخير في مقال لي في الاهرام في نوفمبر ٢٠١٥ ) .
--------------------------
بقلم: معصوم مرزوق
* مساعد وزير الخارجية الأسبق