03 - 05 - 2025

أبو تريكة.. أسطورة لا تنكسر وعشق جماهيري لا ينتهي

أبو تريكة.. أسطورة لا تنكسر وعشق جماهيري لا ينتهي

محمد أبو تريكة.. أسطورة صنعتها الجماهير، وحكاية عشق لا تنتهي رغم محاولات التشويه، عاد ليشعل الأجواء من جديد بمجرد ظهوره في إعلان النادي الأهلي بمناسبة تدشين استاد الأهلي الجديد خلال شهر رمضان.

في الإعلان، ظهر أبو تريكة في المشهد الافتتاحي، وكان اللاعب الوحيد الذي تحدث بصوته، مختتمًا الإعلان بعبارة: "عاشق للكيان.. اسمك محفور على جدران استاد الأهلي".

 يهدف الإعلان إلى دعوة جماهير النادي للمساهمة في بناء الاستاد الجديد، مقابل وضع أسمائهم على "طوب البناء" الذي سيُستخدم في المشروع.

 لم يكن مجرد ظهور عابر في إعلان ترويجي، بل كان لحظة انتصار جديدة لحب الجماهير الذي لم يتبدد رغم كل شيء. 

هذه الجماهير التي ترى فيه رمزًا خالدًا للانتماء والولاء، والتي انتفضت فور غيابه عن  الإعلانات السابقة، ففرضت عودته بقوة، وكأنها تؤكد مجددًا أن التاريخ لا يُمحى بقرارات عابرة أو حسابات ضيقة.

لكن في المقابل، وكما كان متوقعًا، لم يمر الأمر بهدوء، فبمجرد أن ظهر "الماجيكو"، انهالت ردود الفعل الغاضبة من بعض الأصوات الإعلامية التي اعتادت الهجوم عليه، وكأنه شبح يطاردهم أينما ذهب.

فالإعلامي أحمد موسى أعلن صراحة أنه سيسحب تشجيعه للنادي الأهلي، وكأن الأهلي سيغير مساره بسبب ذلك،  أما الإعلامي عمرو أديب، فقد رفض ظهور أبو تريكة، وهو الذي لطالما عبّر عن مواقفه الحادة تجاه اللاعب الأسطوري. 

الناقد الرياضي محمد الهليس عبّر عن دهشته من ظهور أبو تريكة في الإعلان، مشيرًا إلى الموقف القانوني للاعب وحالة الانقطاع بينه وبين إدارة النادي في السنوات الأخيرة.

هؤلاء وغيرهم ممن لا يطيقون مجرد سماع اسمه، يرون في ظهوره تهديدًا لخطابهم الذي ظل لسنوات يحاول تشويهه وربطه باتهامات سياسية، وكأنهم يرفضون أن يبقى لأبو تريكة مكان في قلوب الجماهير.

لكن هل يحتاج أبو تريكة إلى شهادة من هؤلاء؟ بالطبع لا، فالتاريخ هو من أنصفه، والجماهير هي من كتبته بحروف من ذهب. كيف يمكن محو أسطورة كان جزءًا من أعظم لحظات الأهلي؟ كيف يمكن تجاهل رجل سجّل أهدافًا كانت سببًا في إسعاد الملايين؟ كيف يمكن إنكار تأثير لاعب لم يكن مجرد هداف، بل كان حالة خاصة من الموهبة والأخلاق والانتماء؟ هذه الجماهير لم تتوقف يومًا عن الهتاف باسمه، لم تنسَ دموعه وهو يحتفل بلقب، أو انفعاله الصادق عند تسجيل هدف، لم تتوقف عن التعبير عن حبها له حتى في المدرجات البعيدة عنه.

 فمن ينسى هدفه التاريخي في الصفاقسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا 2006؟ أو دوره الحاسم في تتويج المنتخب المصري بكأس الأمم الأفريقية 2008 بعدما سجل هدف في النهائي ضد الكاميرون؟ أو لحظاته الحاسمة مع الأهلي في مونديال الأندية؟ إنه اللاعب الذي صنع تاريخًا استثنائيًا بشخصيته الهادئة وإنجازاته العظيمة داخل المستطيل الأخضر.

وعلى الرغم من كل شيء، يبدو أن محاولات التشويه لا تزال مستمرة، فكلما عاد أبو تريكة إلى المشهد، تجددت الاتهامات ذاتها، وانهالت العبارات الجاهزة التي تحاول إلصاق صفة "الإرهابي" به، رغم عدم وجود أي دليل يثبت ذلك، وكأن نجاحه ومحبة الجماهير له هما الجريمة التي لا تُغتفر في نظر البعض.

 لكن التاريخ علمنا أن الحقيقة لا تُمحى، وأن ما يبقى في الذاكرة هو الإنجاز والشرف والوفاء.

ما حدث في إعلان الأهلي الأخير لم يكن مجرد تعديل بسيط في فيديو ترويجي، بل كان درسًا جديدًا في قوة الجماهير، فرضت هذه الجماهير بضغطها الظهور الذي تستحقه أسطورتها، وأكدت أن الأندية لا تُدار بقرارات إعلامية، بل بتاريخ من الانتماء والوفاء.

 هذه الجماهير التي ترى أن أبو تريكة ليس مجرد نجم سابق، بل هو مستقبل الأهلي، ووجهه الأصيل، ورجل قد يعود يومًا ليقود النادي إداريًا، تمامًا كما قاده إلى المجد كلاعب.

السيناريو الذي يتوقعه عشاق القلعة الحمراء ليس مجرد أحلام، بل هو امتداد طبيعي لحكاية نجم لم يتغير في عيون جماهيره، ولم تهزه العواصف مهما اشتدت.

 اليوم هو مجرد ظهور في إعلان، وغدًا قد يكون رئيسًا للنادي، لأن الحب الذي زرعه أبو تريكة في قلوب الجماهير لا يزال حاضرًا، أقوى من أي حملة تشويه، وأعمق من أي هجوم إعلامي.
---------------------
بقلم: أميرة الشريف

مقالات اخرى للكاتب

أبو تريكة.. أسطورة لا تنكسر وعشق جماهيري لا ينتهي