22 - 05 - 2025

" لا تسقطوا البندقية "

قبل ساعات من انطلاق القمة العربية جرى قبل أيام لقاء ضم الرئيس السيسي والملك عبد الله وبعض قادة مجلس التعاون الخليجي فيما يشبه قمة تحضيرية مصغرة أو إعداد جدول أعمال القمة، مما أثار حفيظة بعض الدول العربية كالجزائر مثلاً، التي أعلن رئيسها عبد المجيد تبون عن عدم مشاركته بقمة القاهرة اعتراضاً على هذه الخطوة واعتبرها تصرفاً خارج الإجماع العربي. 

الأهم من ذلك كله ما تسرب هنا وهناك عن هذا الاجتماع التحضيري إنه تم مناقشة الخطة المصرية لإعمار غزة وكان هناك بعض التحفظ على المبلغ المرصود وكيفية تدبيره، وبعض الشروط التي أراها تصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي وتتماهى معه كالكلام عن سلاح المقاومة وتحييد حماس من المشهد السياسي الفلسطيني، وأن تتولى مصر إدارة القطاع حتى يتحول الخلاف عربيا - عربيا وتقوم مصر بدور الشرطي الذي يسهر على أمن إسرائيل ، وبات التلويح بالإغراءات المادية كإسقاط الدين المصري الخارجي لدى المؤسسات الدولية، ولكن رفضت مصر وبشدة أن تساوم على مبادئها الثابتة تجاه الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وهو الموقف المعلن والرسمي للدولة المصرية ولا يستطيع أحد أن يزايد عليه، لكن المؤسف أن يصل العداء لحماس من بعض الأنظمة العربية ما يفوق العداء الإسرائيلي نفسه، وهنا أسال جهابذة العرب لو لم تكن حماس في المعادلة الفلسطينية، كيف كان الموقف العربي وكيف يتفاوض العرب بلا  أوراق ضغط، وهل هناك قضية تحرر بلا مقاومة مسلحة في كل تاريخ الأمم، أفتونا يرحمكم الله ومن يقول بأن حماس إرهابية، فماذا عن إسرائيل وعن حصار الشعب الفلسطيني ومنع دخول المساعدات الإنسانية فيما يعد حرب تجويع وجريمة من جرائم الإنسانية ومنافية لكل القوانين الدولية، في ظل عجز عربي واستجداء حفنة من القتلة لا يعرفون الرحمة ولا الإنسانية، فإياكم والبندقية فهي مفتاح التفاوض مع عدو لا يفهم إلا لغة القوة، تخلوا عن الفرز والتنظير فحماس واقع فلسطيني أفرزته حالات القتل والمصادرة والاعتقال، وهي آخر معاقل  الدفاع عن الحق الفلسطيني بعد تراجع بعض الفصائل عن فكرة المقاومة، وانشغلوا بكعكة الحكم المريرة، ورغم كل هذا الانبطاح لم يسلموا من العدوان والتنكيل. 

والذين يطالبون بسلاح المقاومة، هل لديكم القدرة على حماية غزة وأهلها من بطش العدوان؟ كان أولى بكم أن تثبتوا قدرتكم أمام هذا العدو ساعتها سيعرف الشعب في غزة أن له سنداً عربياً يحميه .

كلمة أخيرة أقولها لكم إن كان في القول فائدة ترجى، دعونا والموت والبندقية، وأدخلوا من قمة إلى قمة واختلفوا ما شئتم إنا هاهنا صامدون  

يا أيها المتنطعون في ممالك العهد القديم

اسفارنا تمنح صكوك المجد .. للذين تمردوا
---------------------------------
بقلم: سعيد صابر  

مقالات اخرى للكاتب