فى كتاب الله المجيد خير وصف للكلمة الطيبة حيث يقول رب العزة (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها قرار، يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا والآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) "إبراهيم٢٤ ـ٢٧"
وقوله تعالى (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير، وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد) "الحج ٢٣ـ٢٤"
وقوله سبحانه (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور) "فاطر ١٠"
ومن أوتى جوامع الكلم أخبرنا صلى الله عليه وسلم:
"أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهى من القرآن لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"
وبشرنا الحبيب بأن الكلمة الطيبة صدقة
ونصحنا صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"
ويقول الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه:
"من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه"...
ويقول أيضا: "ما ندمت على سكوتي مرة لكننى ندمت على الكلام مرارا"
ومما ينسب للإمام على ابن أبى طالب أو ابنه الحسن رضى الله عنهما: "خير الكلام ما قل ودل"
ويقول مولانا جلال الدين الرومي: "لابد لنا من الصمت كى نتعلم الكلام"
ورحم الله الشاعر أبو العتاهية الذى قال:
خير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثر
وبعض الكلام كبعض الشجر
جميل القوام شحيح الثمر
وفرز النفوس كفرز الصخور
ففيها النفيس وفيها الحجر
وبعض الوعود كبعض الغيوم
قوى الرعود شحيح المطر
ولو لم تهز الرياح الزهور
لما فاح عطر ومات الزهر
اللهم وفقنا لذكرك واجعلنا ممن يتصدقون بالكلم الطيب وممن يصونون ألسنتهم وممن يقولون خيرا.
--------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج