19 - 05 - 2025

رحيل محمد بنعيسى.. الدبلوماسي والمثقف الذي حمل المغرب إلى العالم

رحيل محمد بنعيسى.. الدبلوماسي والمثقف الذي حمل المغرب إلى العالم

انتقل إلى رحمة الله وزير الخارجية الأسبق محمد بنعيسى، مساء الجمعة الماضي، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء السياسي والثقافي، تاركًا بصمة لا تُمحى في الدبلوماسية المغربية والعلاقات الدولية.

وفي برقية تعزية بعثها إلى أسرة الراحل، نعى العاهل المغربي الملك محمد السادس الفقيد بكلمات مؤثرة، مشيدًا بإخلاصه وتفانيه في خدمة وطنه، حيث قال: “فقد تلقينا بعميق التأثر والأسى نعي المشمول بعفو الله خديمنا الأرضى محمد بنعيسى، الذي لبى داعي ربه في هذه الأيام الفضيلة، بعد مسيرة مديدة من العطاء الوطني المثمر، في تشبث وثيق بثوابت الأمة ومقدساتها ووفاء مكين للعرش العلوي المجيد.”

عُرف بنعيسى بعلاقته الوطيدة بمصر، التي أكمل فيها دراسته الثانوية بمدينة الإسكندرية، ودرس الصحافة لعام في جامعة القاهرة، ما جعله متشبعًا بالثقافة المصرية ومحافظًا على صداقات عميقة مع رموزها. وخلال توليه وزارة الخارجية (1999-2007)، شهدت العلاقات المغربية المصرية تطورًا ملحوظًا على مختلف الأصعدة، كما كان أحد الداعمين للحراك الثقافي العربي عبر مهرجان أصيلة الثقافي، الذي جمع نخبة من المفكرين والمثقفين العرب والدوليين، وحوّله إلى منصة للحوار السياسي والثقافي والدبلوماسي.

مسيرة بنعيسى الدبلوماسية امتدت لعقود، حيث شغل مناصب حساسة، من بينها وزارة الثقافة (1985-1992)، وسفارة المغرب في واشنطن (1993-1999)، فضلًا عن أدوار بارزة في الأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO). كما احتفظ بعلاقة شخصية متميزة مع كبار رجالات الدولة المصرية، ومن بينهم الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى.

برحيله، يفقد المغرب والعالم العربي شخصية فريدة جمعت بين الدبلوماسية والثقافة، وأسهمت في تعزيز الحضور المغربي على الساحة الدولية بروح منفتحة ورؤية استراتيجية.