- الدولة الصهيونية هي أساس الحروب في منطقتنا والسلام حاجة ملحة لكنه لا يمكن ان يدوم ما لم يقم على العدل
- من حقّ الشاعر أن يختار شكل التعبير الذي يريده
للشاعرة اللبنانية هالة نهرا ديوانان هما "الفرح عنوان الأبد"، و"أمنحُ شعوبي أسمائي الـ7" يضمان قصائد يغلب عليها الطابع الرومانسي، ولكنها تزخر في الوقت نفسه بالوجع مما تخلفه الحروب من دمار، بصفة عامة والاحتراب الأهلي اللبناني والعدوان الإسرائيلي المتكرر على بلدها، بصفة خاصة. وهي في ذلك تقول: "الرومانتيكا ليست قراراً وليست الخيار الأوحد بل عبارة عن حالة ومزاج يحلّان أحياناً في الشعر، أكان في الحرب أم في السلْم". ولها أيضا ثلاثة كتب عن الموسيقى: "إضاءات موسيقية وفنية"، و"موسيقات وفنون وثقافات" و"الموسيقى في لبنان بين العام 2000 والعام 2020". وعن ذلك تقول: "الموسيقى أساسٌ للثقافة وعصبٌ حيويٌّ ومحفزٌ وجوهرٌ مكثِّف لضوء الحياة ورونقها. ممتنةٌ أنا للموسيقى وللفرح الذي تهبني إياه. صرتُ شاعرة وللموسيقى فضلٌ في ذلك". وفي الحالتين نجد أنها ترى أن الشعر "يبدأ حيث تنتهي المعرفة في شكلها وصورتها التقليديّين"، وتبدأ الموسيقى "حيث ينتهي الكلامُ"... "وما لا يمكن للكلمات أن تعبّر عنه يُطلقه النغمُ ويبوح به مُسهِماً على طريقته في شَعرَنة الوجود"، وأخيرا ودائما تتمسك بقول الفيلسوف نيتشه: "لولا الموسيقى لكانت الحياة غلطة".
هنا حوار معها لـ "المشهد"، عن رحلتها مع إبداع الشعر ونقد الموسيقى، وتعاطيها مع قضية لبنان وقضية فلسطين، مبدعة وناقدة ومثقفة تشغلها هموم سياسية وفكرية في عالم مضطرب.
* كيف انعكست مأساة لبنان من جراء حروب متكررة، على شعرك ذي الطابع الرومانسي الواضح؟
- إزاء تلك الحروب وثقلها الذي لا يُحتمل، نكتب الشعر مثلما نتنفّس. لا يقتصر ما أكتبه على الرومانسي علماً بأنّ الرومنطيقية انحياز للحساسية والإحساس وانتصار للفرد ولإرادة الحياة بكل بلاغتها. العصب الوجودي والتعبيري فينا هو ما يكتب تلقائياً قبل أيّ شيء، رغم أنّ أيادينا قد تكون عالقة تحت الركام، ما يُصعّب المهمّة ويجعلها مستحيلةً أحياناً. لكن بما أننا لا نزال بخير وعلى قيد الحياة، فإنّ حُب الحياة الجامح فينا يجرفنا نحو الجماليات، ونحو الرومانتيكا أيضاً بما قد تستبطنه من مشاعر وحزن أزرق وتأمّلات وتوق إلى الفرح أو التحليق، ضمن دوائرها ومراوحها الكثيرة. الرومانتيكا ليست قراراً وليست الخيار الأوحد بل عبارة عن حالة ومزاج يحلّان أحياناً في الشعر، أكان في الحرب أم في السلْم.
* كلبنانية قدمتِ الكثير من قصائد الحب والرومانتيكا. هل تعتبرين هذا موقفاً وجودياً بمعنى مواجهة الموت بالشعر والحب. ليتك تفسرين للقارىء هذه الإشكالية؟
- سؤالك جميل وغائرٌ في الدلالة، وستكون إجابتي ههنا عطفاً على إجابتي عن السؤال الأوّل. بالطبع يمكن أن يندرج ذلك في إطار الموقف الوجودي البيِّن، ولمجابهة الموت والأسى والدمار والرداءة والهلاك والعدم والخراب والانهيار والتشظّي، فبالحب نكون وننتصر، لا معنى لحياةٍ بلا حبّ وبلا قلب، وأعني هنا حبّ الأرض، والوطن، والأم، والأب، والإخوة، والأصدقاء، والحياة بتلألئها، والإنسان والإنسانية، والآخر، والذات، والكينونة والصيرورة، والحرّية، إلخ. الحبّ منقذٌ لأنه يجسّد جمال الحياة بالمعنى العميق وهدفها وأسمى قضاياها في الكثير من الأحيان.
* في ظل الرؤى السياسية الملبدة بالغيوم عبر الهوية والديانات والتاريخ والجغرافيا. ما جدوى الفن والفكر مستقبلياً وآنياً؟
- في وضعٍ مرتبك ومتناقض كهذا، يصبح للنشاط الفني والفكري في عملية تصحيح الأوضاع وكشف أسباب الخلل، أهمية بل ضرورة أكبر. ففي الكثير من المراحل التاريخية، ويمكن القول في مجملها، كان للفكر الدور المتقدم والطليعي في نشوء وتَكوُّن حالات النهوض، خصوصاً عندما يصبح تصحيح الخلل ضرورة وطنية واجتماعية. وإذا كان دور الفكر أساساً هو نشر الوعي في المجتمع والإضاءة على مكامن الخطأ والخلل، فإنّ تجلّيه يتخذ أشكالاً مختلفة؛ من الأدب الروائي، مروراً بالشعر والموسيقى والنشيد والأغنية، وصولاً إلى رسم الكاريكاتير في الصحافة، إلخ. ابن رشد الذي كان ذلك الأثر الساطع فى الفكر الأوروبي فى أواخر العصور الوسطى، وهو من أجداد التنوير الأوروبي، عندما أحرقوا كتبه في الأندلس قال: "إعلم أنّ للأفكار أجنحةً وهي تطير". وثمّة أمثلة أخرى كثيرة، منها أغاني فيروز عن القدس، وشعر محمود درويش وسواه، وما تركه ويتركه من تأثيرٍ في جعل القضية الفلسطينية في الذاكرة الشعبية والوجدان، لبنانياً وعربياً.
بين الشعر والموسيقى
* تكتبين الشعر وتمارسين في الوقت نفسه النقد الموسيقي، فأي من المسارين يتوافق وهواك أو رؤيتك أو موقفك من الفن والعالم أو الوجود؟
- الموسيقى أساسٌ للثقافة وعصبٌ حيويٌّ ومحفزٌ وجوهرٌ مكثِّف لضوء الحياة ورونقها. ممتنةٌ أنا للموسيقى وللفرح الذي تهبني إياه. صرتُ شاعرة وللموسيقى فضلٌ في ذلك، وأهمّ ما تعلّمك إياه الموسيقى أن تكون إنساناً في المقام الأول، وأن تتواضع كلّما استمعت إلى المؤلّفات العظيمة التي تمجّد الخالق في الخلق الموازي الذي فيها. يقول الفيلسوف نيتشه "لولا الموسيقى لكانت الحياة غلطة". أما الشعر، فأبسُطُ روحيَ فيه وأحياناً كثيرة يحمل موقفاً من العالم والوجود وكما وصفتُه في ديواني الشعري "أمنح شعوبي أسمائي ال 7" الصادر عن دار فواصل للنشر، فهو أكثر من كوّة في جدار العالم السّميك، وأكثر من رسالة، وأكثر من خيال، وأكثر من وجهات نظر، وأكثر من تفنُّن لغويّ وتنميق، وأكثر من تركيب ومن نوافير، وأكثر من ذاتية وأبعد من موضوعية. بالشعر تتجدّد اللغة "بيت الوجود". الشعر هو الزفرة العميقة التي يطلقها الكون، وهو المفاتيح التي بوسائطها ينجلي بتقطُّر الغامض والمجهول والمحجوب واللامنظور الخفيّ.
يبدأ الشعر حيث تنتهي المعرفة في شكلها وصورتها التقليديّين، وتبدأ الموسيقى حيث ينتهي الكلامُ. وما لا يمكن للكلمات أن تعبّر عنه يُطلقه النغمُ ويبوح به مُسهِماً على طريقته في شَعرَنة الوجود.
* بعد أكثر من عنوان وعقدين ويزيد مع الشعر كيف ترين صدى الرحلة نقدياً وفكرياً ووجودياً؟
- صدى الرحلة جميل، بل إنه رائع بالفعل، رغم المعاناة والصعوبة والإرهاق في بلدنا لبنان بسبب الظروف العامة التي تنعكس على حياتنا اليومية. كلماتي هي نغماتي، صداها الأرض. كلّما كبرنا تعلّمنا معنى التواضع غير المنفصل عن الثقة والاعتداد بالنفس من جهةٍ أخرى بعد كل الجهد المتعب المبذول لأن الرحلة تستحق ولأن الشغف الذي فينا كبيرٌ جداً. الأهمّ هو الصدى الذي تُرجّعه روحي وأرواحنا في الرحلة، وما الذي اكتسبناه وحققناه والبصمة التي حفرناها في المشهد وفي قلوب الذين يتابعوننا بحبٍّ ومحبة نقية، لأننا نتعلّم منهم أيضاً معنى الإصغاء العميق والتأمّل. أشعر بالرضا وأسعى دائماً إلى التجدُّد كمياه النهر والفصول والطبيعة. الرحلة لم تنتهِ وهي مستمرّة. أشكر كل الذين غمرني نورهم وممتنّةٌ أنا لكل الذين آمنوا بقدراتي منذ البداية وفي منتصف الرحلة حتى يومنا هذا، وصولاً إلى الآتي والمقبل، ولكل الذين دعموا أفكاري ونتاجي وصوتي الشعري والأدبي والنقدي الفني والإنساني المتواضع.
السلام العادل
*هل هناك رسالة تودين إيصالها للمواطن العربي واللبناني فيما يخص موقفك الذاتي والنفسي من الحرب؟
- لا يمكنني الارتياح إلى حالة التخبّط والصراع والحرب في لبنان والمنطقة. فقد وُلد جيلي في ظروف الحرب الأهلية المريرة والمأساوية في لبنان، وكذلك مَن هم أبناء جيلي وبعده، وما زلنا نعيش في ظل حروب وعدوان ومطامع توسّعية، تطال لبنان وغيره من البلدان العربية.
ولا بد من الإشارة إلى أنّ غرس إسرائيل عام 1948 تحقيقاً لوعد بلفور في العام 1917 وارتباطاً بمخطط إتفاق سايكس بيكو بتقسيم وتقاسم البلدان الشرق-عربية، جعل إسرائيل بعنصريتها الصهيونية وبمطامعها التوسعية، أداةً للعدوان ولتحقيق مطامع سيطرة الدول الغربية، وتشريد كل الشعب الفلسطيني، لتصبح فلسطين بكامل أرضها، لإقامة دولة دينية يهودية عليها، تمثل إضافةً إلى دورها العدواني التوسعي نموذجاً لأقلية دينية يهودية استطاعت بدعم الغرب أن تقهر الجيوش العربية، لتصبح مثالاً لأقليات في البلدان العربية، وتحريضها لاعتماد كلٍّ منها مشروعها الخاص بها المناقض للمصالح الوطنية والشعبية في كلٍّ من هذه البلدان. فالأسباب الداخلية والخارجية المذكورة ودور الدولة الصهيونية الرافضة حتى لقرار حل الدولتين فلسطين وإسرائيل، رغم وجود أعداد من اليهود الشرفاء الذين يناصرون الحق الفلسطيني والعربي والإنساني، هو في أساس الوضع المضطرب والحروب في منطقتنا، وبخاصة في بلد متعدد الطوائف مثل لبنان. وبرأيي أن الدين لا يشكل قومية وأن الحل هو في إقامة دولة مدنية ديمقراطية علمانية يعيش فيها جميع من يتوافق معها، من جميع الأديان، من اليهود والمسيحيين والمسلمين.
طبيعيٌّ القول أنّ قناعتنا ورغبتنا هي في إنهاء الأسباب الداخلية والخارجية للحروب، ليعيش لبنان ومصر ومنطقتنا بجوّ السلام والتقدّم والازدهار. لكن الأمر يتعدّى الرغبات، فالسلام والاستقرار هما حاجة وضرورة، لكن إذا لم يُبنَ السلام على العدل والحق فإنه لا يدوم.
الخلاص بالكتابة
*عن ماهيات الجدوى والخلاص الوجودي. هل ينتهي حلم الكاتب الفنان والشاعر بالخلاص مع الانتهاء من كتابة نصه، قصيدته، أم أن هناك مفهوماً آخر للخلاص الوجودي والذاتي بعيداً عن الشعر؟
- يمكنني القول إنّ الكاتب أو الفنان يشعر عند الانتهاء من كتابة النص أو العمل أو القصيدة بالارتياح وبشيءٍ من تحقيق حلمه. وذلك يرتبط بشعورٍ للكاتب أنّ ما كتبه هو جزءٌ من ذاته وكيانه، بقدر ما يكون في كتابته أميناً لقناعته ولذاته وروحه. وكثيراً ما قرأنا أو سمعنا مَن يقول إنّ قصيدته أو مؤلفاته في الأدب والفكر أو في الموسيقى والشعر وسواه هي بالنسبة إليه قريبة الشبَه بعلاقة الأم بأطفالٍ أنجبتهم. ومثل هذا الشعور وثيق الصلة بطبيعة الإنسان وبشخصيته، وبوجوده ككائن إنساني يتصف بالخلق والإبداع. أما بشأن الخلاص، فيُلاحَظ أن ثمة أكثر من مفهومٍ واحد. ويختلف الأمر بين كاتبٍ وآخر. فثمة مَن يضع مسألة الخلاص في إطار مفاهيم روحية أو دينية، وبالتالي يرتبط بنوعٍ من حياةٍ أخرى مختلفة عن تلك التي نعرفها. ومنهم مَن ينظر إلى الخلاص ربطاً بماهية وجدوى النص. وأرى أنّ ارتياح الكاتب يتعلّق بأصداء روحه وذاته أولاً وأخيراً لما كتبه، لا بالأصداء عند الآخرين فحسب، ثمّ بتأثيره في وسط القراء. فمن يؤلف قصيدة أو يكتب لحناً موسيقياً أو كتاباً لا يقتصر في شكله ومضمونه على رضا الكاتب نفسه في بعض الأحيان والحالات، بل يتصل أيضاً بمدى تأثُّر الناس به وتذوّقهم لنتاجه ولو كان ذلك مقتصراً على النخبة أو حتى نخبة النخبة أو شريحة معينة.
وهنا لا يعود الخلاص فردياً بل يتعلق أيضاً بالمجتمع والجماعة.
فالمادة الأساسية للنص أو الشعر وهي الجوهر فيه تُبرز في معظم الحالات فارقاً زمنياً بين ما تحتوي عليه تعبيراً عن شؤون الناس وتطلعاتهم، وبين ظروف تحقيق هذه التطلعات التي تستوجب ظروفاً مواتية وبالتالي ميزاناً للقوى يُملي تحقيقها، حيث عندذاك يحقق الكاتب حلمه أو بعضاً منه. فالكتابة ليست مجرّد تعبئة للصفحات بالحبر كنظرية الفنّ للفنّ وإن كان الفن لا يخلو من الجمال، إلا أنه يبقى سطحياً وعابراً في الحالة هذه، وبعيداً عن العلاقة التفاعلية مع المجتمع. ولا جدوى من خلاصٍ يقتصر على الفرد ومصالحه، فالخلاص الحقيقي الأوسع والأعمق هو الذي يشمل المجتمع والإنسانية.
حرية الإبداع
* ليتك تحدثيننا عن موقفك من تيارات الشعرية العربية أو اللبنانية. ومن هو الشاعر الذي كان يمثل رمزاً وصار سبباً لاحترافك الشعر؟
- الشعر حرٌّ ومتحرّرٌ من كل ما لا يفيده ويغنيه ويغذّيه ويزوّده بالأوكسيجين. الشعر العربيّ قد يكون ضمن قالب أو في تسييل القالب، بقافيةٍ أو من دون قافية، أو بالجمع بين القافية وانعدامها في آنٍ واحد وفي إطارٍ جامع على سبيل المثال، أو بالجمع بين القالب والقالب المسيَّل في آن. قد يكون الشعر في قصيدة النثر أو خارجها أو في نصٍّ ينضح شِعريةً. إنّ مَن يحدّد العملية وأسس اللعبة هو الشاعر وليس الناقد والمنظّر. الناقد العصريّ الحقيقي المبصر واللامع والمتمكّن هو الذي ينأى عن الإسقاطات الجامدة والقواعد الصارمة وهو الذي يعي مدى قدرة المبدع على التصرّف بملء الإرادة والاختيار وهو الذي يدعم الإبداع بلا حسد، بودٍّ نقيّ، بلا زعمٍ.
الأهم والأعمق أنّ الشعر بقيَمه الإنسانية يجمع الشعوب وهو ما يبلّ حلق روح الإنسان وشوقها العظيم وتوقها، في عالمٍ اختلّ توازنه، يلهث بلا استراحة وراء المادّة. ثمة العديد من الشعراء الذين أحبّهم وأقدّرهم كثيراً وقد فتحت الأغنية لي نافذةً تطلّ على الشعر في أعوام طفولتي ومراهقتي. أنا مغرمة باللغة العربية منذ نعومة أظفاري، وشغفي هو الذي حضّني على كتابة الشعر. من حقّ الشاعر أن يختار شكل التعبير الذي يريده.
المشهد الشعري
ليتك تطرحين لنا رؤيتك للمشهد الشعري اللبناني والعربي ومَن مِن شعراء مصر يروق لك عالمه؟
- مصر الحبيبة غنية جداً بشعرائها الكبار وبشعبها العظيم الذي يكتب على طريقته قصيدته الحضارية. من مصر يعجبني العديد من الشعراء وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: "أمير الشعراء" أحمد شوقي، وأحمد رامي، وأحمد عبد المعطي حجازي، وبيرم التونسي، وصلاح جاهين، و"الفاجومي المصري" أحمد فؤاد نجم الذي نعرفه أيضاً من خلال تجربته اللامعة وتعاونه الفريد المميز مع الشيخ إمام في الأغنية الملتزمة، وعبدالله السمطي، وسواهم.
المشهد الشعري اللبناني والعربي يشفّ راهناً عن تنوّعٍ زاخر وتقدّمٍ جليّ في كتابة الشعر. بطبيعة الحال، يحتاج الشعراء إلى الاحتضان والدعم على مختلف الأصعدة من أجل الاستمرار، وإلى الحرية المدرِكة المسؤولة فلا يمكن للإبداع أن يتجسّد ويستمرّ بلا حرية وكذلك الفكر. لا بدّ من التمييز في المشهد الشعري بَيْنَ الغَثِّ وَالسَّمِينِ، وبين الشعراء الحقيقيين والمدّعين. إنّ الزمن سيغربل كل شيء بهدوء بلا ضجيج، بعيداً عن مغالطات بعض النقاد المدّعين، مع تقديرنا واحترامنا للنقاد المبدعين.
----------------------------
حوار: حسين عبد الرحيم