تصاعد التوتر داخل الجمعية العمومية غير العادية لاتحاد العاملين المساهمين بالشركة الشرقية للدخان (إيسترن كومباني)، بعدما أعلن العاملون رفضهم القاطع لبيع حصتهم لمستثمر أجنبي، مطالبين بسحب الثقة من مجلس إدارة الاتحاد، وسط اتهامات بغياب الشفافية ومحاولات لفرض إجراءات غير عادلة، مقابل اتهام مجلس الإدارة لمن وصفهم بقلة من العاملين بالشغب والتخريب، وإفساد اجتماع اتحاد العاملين الذي عقد الجمعة الماضي ، معلنا تأجيله لموعد آخر.
واعترض أعضاء الجمعية العمومية على إصرار مجلس الاتحاد على إجراء التصويت عبر صناديق الاقتراع، رغم المطالبات بإجراء التصويت العلني برفع الأيدي أو بفصل الموافقين عن الرافضين لضمان النزاهة. كما أثار العاملون تساؤلات حول عدم الإعلان عن هوية المشتري، ورفض المجلس تلقي عروض استثمارية أخرى، مما زاد من المخاوف بشأن مصير الصفقة.
وتداول العاملون معلومات تفيد بأن قيمة الصفقة تصل إلى 11 مليار جنيه، في حين أن العائد الفعلي الذي سيحصلون عليه لن يتجاوز 4 مليارات جنيه، مما دفعهم للمطالبة بمزيد من الشفافية في عملية البيع.
وفي ظل هذه التطورات، طالب العديد من أعضاء الاتحاد بتكويد حصصهم داخل الاتحاد، بما يضمن حقوقهم كمساهمين، ويمنحهم حرية التصرف في ممتلكاتهم بشكل مستقل بعيدًا عن قرارات المجلس التي وصفوها بأنها لا تعبر عن إرادة الأغلبية.
ووسط أجواء الغضب، تعالت الهتافات داخل الجمعية العمومية رفضًا للصفقة، ودعوةً لحل مجلس إدارة الاتحاد، الذي لم يستجب لمطالب الأعضاء، بل أصدر بيانًا على صفحته الرسمية يؤكد فيه استمراره في إجراءات البيع، ما اعتبره العاملون تحديًا صارخًا لإرادتهم.
وطالب العاملون الجهات الرقابية والمسؤولين بالتدخل واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية حقوقهم، محذرين من اللجوء إلى تصعيد أكبر في حال استمرار تجاهل مطالبهم المشروعة.
وأكد عدد من العاملين بالشركة الشرقية للدخان ايسترن كومباني إنهم سيواصلون الاحتجاج ، ورفض عرض البيع الذي قدمته شركة هيرميس بالنيابة عن مستثمر إماراتي لشراء حصته البالغة 5.2 % من أسهم الشركة.
ويعتبر العاملون تلك الحصة كونها تمثل مستقبلا لهم وللاجيال القادمة من أبناء الشركة.
وبحسب بيانات الإفصاح المقدمة إلى البورصة المصرية، أصبح هيكل المساهمين الجديد للشركة، كالتالي: الحصة الأولى لشركة غلوبال للاستثمار القابضة المحدودة الإماراتية بواقع 30%، ثم الشركة القابضة للصناعات الكيماوية (الحكومة المصرية) بواقع 20.95%، وفي المركز الثالث صناديق استثمار "آلان جيري"، بواقع 7.21%، ثم اتحاد العاملين المساهمين بحصة تبغ نسبتها 5.20%، والأسهم الحرة بنسبة 36.20%.
ويتهم مجلس إدارة اتحاد المساهمين بالشركة الشرقية للدخان بإخفاء نواياه رغم وضوح نيته في بيع الحصة رغما عن إرادة العاملين ، كما يطالبون هيئة الرقابة المالية بالافصاح عن أسباب حفظ المذكرات المتتالية التى تقدموا بها، وسط محاوف من تصفية الاتحاد والصندوق وكل ما يعوق التصفية النهائية للشركة بالكامل لصالح مستثمر جديد لا يرغب فى منافسة، والإضرار بحقوق أكثر من 7 الاف عامل.
وفى ديسمبر 2024 إنتهت الجمعية العمومية الى رفض أغلبية الحاضرين أى عرض للحصة أقل من ثلاثة ألاف جنيه بعد أن نمى الى علم بعض الاعضاء ورود عرض بقيمة 1994 جنيها وعرض اخر بقيمة 1765 جنيها للسهم.
وفي 3 سبتمبر الماضي، أعلن مجلس الوزراء عن استحواذ شركة جلوبال للاستثمار القابضة الإماراتية،على 30% من أسهم الشركة الشرقية (إيسترن كومباني) لتكون ثاني أكبر المساهمين، وحصلت الشركة على الحصة مقابل 625 مليون دولار، مع الاتفاق على ضخ ما يقرب من 150 مليون دولار لإنعاش الشركة بالتبغ المستورد، بهدف زيادة الإنتاج والضخ ورفع الكميات المعروضة بالسوق المصرية.
ويتوقع حدوث تغييرات في مجلس إدارة الشركة الشرقيه للدخان إيسترن كومباني، بعد دخول المستثمر الإماراتي الجديد في هيكل ملكية الشركة بنسبة 30%.
ومن حق المساهم الجديد إعادة تغيير مجلس الإدارة وترشيح ممثلين لها على رأس الإدارة التنفيذية وهو ما قد يؤدي إلى مغادرة هاني أمان رئيس الشركة الحالي في حالة ترشيح الشركة الإماراتية لممثل جديد لها أو الإبقاء علية لفترة جديدة.