إلي كل المحامين الدوليين في مصر والعالم:

وفقاً لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ، يعد التحريض علي ارتكاب الجرائم الدولية ومنها "الإبادة الجماعية "، جريمة ضمن الجرائم المنصوص عليها .

لذا يجب البدء فورا في إجراءات طلب محاكمة دونالد ترامب الذي لم يرتكب فقط جريمة التحريض المذكورة ، وإنما قام بإستقبال نتنياهو في واشنطن في تحد سافر لقرار المحكمة الجنائية الدولية بالقبض علي وإحضار المجرم الدولي بنيامين نتنياهو .

ولا يقدح في ذلك أن أمريكا لم تنضم لهذا النظام الأساسي ، لأن تطور القانون الجنائي الدولي منذ قواعد لاهاي ، وقواعد محكمة نورمبرج التي أسهمت فيها أمريكا نفسها ، قد صارت وفق الفقه القانوني السليم بمثابة قواعد آمرة لا يمكن مخالفتها ولا يجوز الإتفاق علي ما يخالفها .

ليس هذا فحسب ، بل إن فداحة جريمة الإبادة الجماعية ، ضمن الجرائم الأخري التي نص عليها نظام روما ، تمثل في حد ذاتها تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين ، بشكل يخضع الحالة تحت الدراسة لولاية مجلس الأمن وفق الفصل السابع.

ولهؤلاء الذين يتهمون أفكار اللجوء للقانون بالمثالية ، نقول أن سيادة القانون ليست حصراً في التطبيق علي المجال الإقليمي ، حتي ولو بدا ذلك عرفاً ساد فترة في تاريخ العلاقات الدولية ، لأن العالم أدرك أهمية المواجهة الجماعية للتحديات التي تهدد سلامة وأمن البشرية ، بعد أن ذاقت ويلات حروب ضارية وحشية ، بل وحثيثاً  بدأ يتشكل عرف جديد، بتواتر الإتجاهات الفقهية التي تضع قواعد حاكمة لمواجهة مخاطر البيئة بتكافل جماعي ، وامتداد التشريعات الخاصة بالجرائم الدولية مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ، والجريمة المنظمة  عبر الحدود.

ولقد تعلمنا من التاريخ ، أن معطيات النظام الواقعي تفرض قواعد تنظيم وإدارة هذا النظام بكفاءة تلبي الإحتياجات المستجدة ، وتواجه تغير الظروف .

لكل ما تقدم ، ومن أجل السعي المخلص إلي تحقيق عالم أفضل ، أقترح أن يتكاتف أهل الفقه والقانون من أجل تطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني ، وأن يكون دونالد ترامب هو النموذج التطبيقي الذي يسجل في التاريخ مثالاً وعبرة لمبدأ الردع القانوني الجماعي ، تماما مثلما حدث مع قيادات النازي في نورمبرج ، بعد جرائمهم الفظيعة في حق البشرية ..

لا ينبغي الإنتظار لما بعد ارتكاب المزيد من الجرائم ، ويجب أن تبدأ الحملة العالمية الشعبية للمطالبة  بمحاكمة مجرمي الحرب دونالد ترامب وينيامين نتنياهو وكل من حرض وأسهم في أسوأ جرائم القرن الواحد والعشرين .
--------------------------
بقلم: معصوم مرزوق
* مساعد وزير الخارجية الأسبق