10 - 05 - 2025

سفير اليابان: علاقاتنا مع مصر راسخة.. وشراكتنا الاستراتيجية تعزز التنمية والتقدم

سفير اليابان:  علاقاتنا مع مصر راسخة.. وشراكتنا الاستراتيجية تعزز التنمية والتقدم

أعرب السفير الياباني، فوميو إيواي، عن سعادته البالغة بالاحتفال بعيد ميلاد جلالة الإمبراطور ناروهيتو، الإمبراطور الـ 126 لليابان، مشيدًا بعمق العلاقات التاريخية التي تربط بين بلاده ومصر، والتي تمتد لأكثر من 70 عامًا من التعاون المستمر والاحترام المتبادل والرؤية المشتركة.

وأشار السفير خلال كلمته في الاحتفال بالعيد الوطني لليابان الـ65، إلى أن العلاقات الثنائية بين مصر واليابان شهدت تطورًا كبيرًا منذ أول زيارة لوفد الساموراي إلى مصر عام 1864 ضمن بعثة إيكيدا، والتي كانت إحدى أولى نقاط التفاعل بين البلدين.

وأوضح أن هذه العلاقة التاريخية أثمرت عن تعاون مثمر في مجالات متعددة، أبرزها الرعاية الصحية، والتعليم، والبنية التحتية، والثقافة، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به في التعاون الدولي.

وأكد السفير أن العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين شهدت تعزيزًا ملحوظًا، حيث قام رئيس الوزراء الياباني كيشيدا بزيارة مصر في أبريل 2023، وعقد قمة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتم الاتفاق على رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى “شراكة استراتيجية”، مما يعكس التزام الجانبين بتعزيز التعاون في مختلف المجالات.

وتناول السفير دور اليابان في دعم القطاع الصحي المصري، مشيرًا إلى أن مستشفى أبو الريش الياباني للأطفال، الذي تأسس عام 1979، يُعد رمزًا للتعاون بين البلدين، حيث يعالج أكثر من 25 ألف طفل شهريًا. 

وفي عام 2021، قدمت اليابان دعمًا إضافيًا بقيمة 19 مليون دولار لتوسيع خدمات العيادات الخارجية، مما يضمن استمرار تقديم رعاية طبية عالية الجودة للأطفال المصريين وغير المصريين على حد سواء.

وأشاد السفير بالدور الذي تلعبه الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) في دعم التنمية بمصر، حيث استثمرت في 18 مشروعًا بقيمة 3 مليارات دولار، شملت تطوير البنية التحتية، مثل مترو الأنفاق ومشروعات الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى مساهمتها في محفظة تنموية بقيمة 9 مليارات دولار تغطي مجالات الصحة والتعليم وحفظ التراث الثقافي.

كما أشار إلى مشروع تحسين جودة المستشفيات في مصر، الذي انطلق عام 2019، ويهدف إلى تطبيق منهجية “5S-KAIZEN” اليابانية لتعزيز سلامة المرضى وإدارة الجودة في القطاع الصحي، حيث استفاد منه 50 مستشفى عامًا في 26 محافظة، عبر تدريب مكثف للمديرين والعاملين بالمجال الطبي.

وفي قطاع التعليم، أكد السفير أن اليابان تواصل دعمها لتطوير التعليم الفني والمهني في مصر من خلال الشراكة المصرية-اليابانية للتعليم (EJEP)، والتي أدخلت نموذج كوسين (KOSEN) إلى النظام التعليمي المصري.

ويهدف هذا النموذج إلى تطوير كوادر فنية مؤهلة وتعزيز الإنتاجية الصناعية ودعم النمو الاقتصادي المصري من خلال الابتكار والتدريب العملي. 

وأضاف أن المناهج التعليمية تشمل مبادئ “توكاتسو” اليابانية، التي تعزز قيم الانضباط والعمل الجماعي، كما أن مشروع تنمية الموارد البشرية ضمن هذه الشراكة درّب 1425 متخصصًا في برامج متنوعة.

كما أشار السفير إلى الدور البارز الذي تلعبه جامعة مصر-اليابان للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST) في تعزيز الابتكار والبحث العلمي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بما يتماشى مع رؤية مصر للتنمية المستدامة.

وفي الجانب الثقافي، سلط السفير الضوء على التعاون بين البلدين في مجال حفظ التراث وتطوير المشروعات الثقافية، حيث ساهمت اليابان في ترميم العديد من القطع الأثرية الثمينة، ومنها القارب الشمسي الثاني للملك خوفو، بالإضافة إلى دار الأوبرا المصرية، التي كانت هدية من اليابان لمصر عام 1988، وأصبحت منذ ذلك الحين مركزًا للتبادل الثقافي بين البلدين.

كما أكد على أهمية المتحف المصري الكبير (GEM)، الذي سيصبح عند افتتاحه أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، حيث سيضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، بما في ذلك كنوز الملك توت عنخ آمون وقناعه الذهبي.

وأوضح السفير أن التعاون بين مصر واليابان لا يقتصر على مجالات الصحة والتعليم والثقافة، بل يمتد أيضًا إلى مشروعات البنية التحتية، حيث تم بناء جسر السلام فوق قناة السويس عام 2001، والمعروف أيضًا باسم “جسر الصداقة المصرية-اليابانية”، باستخدام خبرات شركة كاجيما اليابانية.

و أشار إلى محور شينزو آبي، الذي تم تسميته تكريمًا لرئيس الوزراء الياباني الراحل تقديرًا لدوره في تعزيز العلاقات الثنائية.

وأكد أن هذا المشروع يدعم أهداف مصر في التنمية الحضرية، من خلال دمج التصميم المستدام وتعزيز النمو الاقتصادي عبر مناطق تجارية مثل “شينزو تاون”، مما يجعله محورًا رئيسيًا في شبكة النقل بالقاهرة.

وتناول السفير دور اليابان في تطوير مترو الأنفاق، مشيرًا إلى أن الخط الرابع لمترو القاهرة يتم إنشاؤه باستخدام أحدث التقنيات اليابانية، مما يسهم في تحسين وسائل النقل وتقليل الازدحام في العاصمة.

وفي ختام كلمته، أكد السفير الياباني أن هذه الجهود تعكس التزام البلدين ببناء مستقبل مشترك يحقق التقدم مع الحفاظ على التراث الثقافي.

و أشاد بالدور الذي تلعبه مصر واليابان على الصعيد الدولي في دعم السلام العالمي والقضايا الإنسانية، مشيرًا إلى دعم اليابان للاستقرار في الشرق الأوسط.

وأعرب عن تقديره لدور مصر المحوري في تقديم المساعدات الإنسانية، خصوصًا في أزمة غزة، حيث تعمل مصر على تسهيل دخول المساعدات الطبية والإغاثية إلى القطاع، فيما تساهم اليابان بدور رئيسي في دعم هذه الجهود، مما يعكس التزام البلدين بالقيم الإنسانية والاستقرار الإقليمي.